لم يكن الطالب أيهم غزول يحمل سوى أدواته الطبية وأحلامه في إنهاء رسالة الماجستير، حين جُرّ علناً من رحاب كلية طب الأسنان بجامعة دمشق إلى أقبية الموت. هناك، في سرية المداهمة التابعة للأمن العسكري (الفرع 215)، لفظ أنفاسه الأخيرة تحت التعذيب بعد أيام من اختفائه، دون أن يُسمح لعائلته حتى بتوديع جثمانه.
الاعتقال الأخير.. من قلب الجامعة
في ظهيرة 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2012، وعلى مرأى من طلاب وأساتذة الكلية، تعرض غزول لاعتداء وحشي داخل حرم الجامعة، حيث قيّد وضُرب بعنف على الرأس والبطن، وقُلعت أظافره، وثُقبت أذناه، ثم سُكب على جسده ماء مغلي وهو في حالة إغماء. وأُخذ مغمى عليه إلى سيارة أمن كانت بانتظاره، كما وثق أحد زملائه المعتقلين لاحقاً.
جريمة بلا جثة
بعد ستة أيام فقط، وتحديداً في 11 نوفمبر/تشرين الثاني، قضى أيهم تحت التعذيب. لم تُخبر السلطات عائلته بوفاته إلا بعد أكثر من سنة ونصف، ودون تسليم جثمانه أو أي من مقتنياته. لم يُعرف مصيره حتى ظهرت صورته ضمن أرشيف "قيصر" الذي سرّبه الضابط المنشق، كواحدة من بين 53,275 صورة لجثث معتقلين قضوا في أقبية النظام. حملت صورته رقماً على جبينه يشير إلى "جثة للسرية 215"، ورقماً آخر على صدره: 2129.
مسيرة أكاديمية ونضالية
ولد أيهم مصطفى غزول في دير عطية بريف دمشق عام 1987، وكان أصغر أشقائه. تفوق في دراسته والتحق بثانوية المتفوقين في دوما، ثم بكلية طب الأسنان، وتخرج بدرجة "جيد جداً". عمل مع المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، واعتُقل للمرة الأولى عام 2012 مع رئيس المركز مازن درويش وزملاء له، بتهمة "نشر وثائق ممنوعة" تهدف إلى "قلب نظام الحكم"، وقضى 86 يوماً في عدة أفرع أمنية وسجن عدرا قبل الإفراج عنه.
بعد خروجه، واصل نشاطه الحقوقي، وشارك في ورشات عن العدالة الانتقالية في بيروت، لكنه لم يلبث أن اختُطف مجدداً من جامعته بعد 6 أشهر فقط.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية