أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هكذا كشر الأسد عن أنيابه لفض أول اعتصام بتوقيت ساعة حمص

أرشيف

تمر الذكرى الرابعة عشر لاعتصام الساعة هذا العام لأول مرة والسوريون أحرار بعد تخلصهم من نظام الأسد.

ومازال اعتصام الساعة في حمص يوم 18 نيسان أبريل/2011 يعتبر مفصلا حاسما في الثورة السورية، إذ كشر النظام عن أنيابه من غير مواربة للقضاء على أي حراك سلمي قد يؤدي إلى إنهائه مبكرا.

ومن هنا يمكن تفهم الطريقة الوحشية التي طبقها النظام لفض الاعتصام في مشهد يذكرنا بأشهر الديكتاتوريات العابرة للتاريخ وللجغرافيا من مجزرة ميدان "تيانانمين" في عاصمة الصين "بكين" (1989) إلى مجزرة "سانتا ماريا" في تشيلي (1907).

تقاطعت شهادات شهود من المشاركين في الاعتصام مع جنود شاركوا بفضه حول الطريقة المنظمة التي اتّبعتها قوات الأسد للقضاء على أول حراك سلمي من نوعه في الثورة السورية.

وبحسب الشهادات فإن النظام وعلى لسان أكبر مسؤوليه لم يخف نيته إنها الاعتصام بكل الطرق، فسعى إلى فضه بالمفاوضات مع وجهاء من حمص بينهم أحد شيوخ المدينة الذي نقل رسالة "القيادة"، مكرها وخائفا بأن يفكوا الاعتصام لأن المجزرة قادمة.

الناشط الحقوقي "عمر إدلبي" أحد المشاركين تحدث عن آلية فض الاعتصام الذي شارك فيه مختلف شرائح المجتمع في حمص عقب تشييع شهداء مجزرة "باب السباع".

وأكد في شهادة تتطابق مع عشرات الشهود أن قوات النظام أطلقت النار بشكل كثيف ومباشر على المعتصمين، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى.

في وقت كانت خلاله الاتصالات الهاتفية شبه مقطوعة عن المدينة أثناء الهجوم.

وكان "عمر"، وهو أحد مؤسسي لجان التنسيق المحلية في سوريا، كان من أبرز الأصوات التي وثقت هذه المجزرة.

وكتب لاحقًا عن محاولات البعض التشكيك في وقوع المجزرة، مؤكدًا على ضرورة توثيق هذه الجرائم وعدم نسيانها.

ومازالت أعداد الضحايا مجهولة حتى الآن في ظل عدم توفر المعلومات، باستثناء شهادات جنود منشقين وموظفين في خدمات الإطفاء نقلوا ما قالوا إنه تحميل جثث ضحايا بالجرافات في سيارات بيك اب قبل أن ينظفوا الساعة فجر ذلك اليوم ليمحوا آثار جريمة مازالت الكثير من تفاصيلها مجهولة، ليستفيق أهل حمص كما لو أن شيئا لم يحدث!

وتنقل منظمة "هيومن رايتس ووتش" شهادة جندي منشق شارك في فض الاعتصام، قال فيها: "جلس المتظاهرون في الساحة. قيل لنا أن نفرقهم باستخدام العنف إذا لزم الأمر. كنا هناك مع فرع أمن القوات الجوية والجيش والشبيحة. قرابة الثالثة والنصف صباحاً وصلنا أمر من العقيد (عبد الحميد إبراهيم) من أمن القوات الجوية بإطلاق النار على المتظاهرين".

وأضاف: "رحنا نطلق النار لنحو نصف ساعة. كان هناك العشرات والعشرات من القتلى والمصابين. بعد ذلك، وصلت جرافات وعربات إطفاء.

رفعت الجرافات الجثامين ووضعوها على ظهر شاحنة. لا أعرف إلى أين أخذوها. ونقل المصابون إلى المشفى العسكري في حمص. وبدأت عربات الإطفاء بتنظيف الساحة".

جندي آخر، أفاد بأن المقتحمين تلقوا تعليمات باستخدام القوة المفرطة لتفريق الاعتصام بأي ثمن، ما يؤكد هدف النظام لإيصال رسالة واضحة إلى المحتجين في حمص وبقية المدن والمناطق الثائرة الأخرى بأن النظام سيضرب بيد من حديد كل من يفكّر بالمشاركة ضمن الأنشطة المدنية السلمية، الأمر الذي تكرر في جميع المناطق الثائرة ضده.

زمان الوصل
(20)    هل أعجبتك المقالة (12)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي