في أكتوبر/تشرين الأول من العام 2012، اختُطِفت فاطمة إبراهيم الطوال، بعد زيارتها لشقيقها المعتقل حينها، أحمد إبراهيم الطوال، في سجن دير الزور.
لم تُمهل طويلاً بعد خروجها من الزيارة؛ فقد تم توقيفها مباشرة على حاجز السجن، لتُرحّل بعد أقل من شهر إلى العاصمة دمشق، وهناك انقطعت أخبارها تمامًا.
منذ ذلك الحين، لا أثر لفاطمة سوى اسمٍ يظهر في قاعدة بيانات "زمان الوصل" ضمن محرك البحث عن المغيبين قسرًا، دون أي تفاصيل أخرى. لا محاكمات، لا زيارات، لا اعتراف رسمي، فقط غياب طويل يثقل قلب عائلتها، ويزيد من عمق المأساة السورية.
شقيقاها، أحمد ومحمد، لم يكن مصيرهما أقل قسوة. فقد ظهر اسماهما لاحقًا ضمن قوائم "شهداء التعذيب" في سجن صيدنايا، أحد أكثر السجون السورية شهرة في التصفية الجسدية والتعذيب الممنهج.
قصة فاطمة ليست استثناءً، بل واحدة من آلاف القصص التي ترسم خريطة الألم السوري، حيث تتحول الزيارة إلى جريمة، والحنين إلى مصيدة، ويصبح الغياب هوية.
تبقى قضية فاطمة ورفاقها وصمةً أخلاقية، ودعوة مفتوحة لكل من يملك ضميرًا حرًا للبحث والمساءلة.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية