فقط في عهد الأسد، تحوّل طريق العلم إلى دربٍ نحو الشهادة، فلم يعد الحرم الجامعي ملاذًا للمعرفة، بل مصيدةً للكوابيس.
كم من شابٍ حمل كتبه وأحلامه، ليجد نفسه في زنزانةٍ باردة، لا لذنبٍ اقترفه، بل لأن صوته نادى بالحرية.
صهيب بكورة، الطالب الجامعي من دوما، كان واحدًا من أولئك الحالمين.
لم يحمل في قلبه سوى الأمل، وفي يده سوى قلم، لكن ذلك لم يشفع له أمام عيون الوشاة.
خان الجارُ جاره، وأبلغ المخبر عنه، طمعًا بحفنةٍ من المال، مقابل تسليم روحٍ بريئةٍ إلى الموت، من غير ذمةٍ ولا ضمير.
اعتُقل صهيب، وتاهت خطاه بين أقبية الأفرع الأمنية، كل فرع كان أشد قسوة من الذي سبقه، إلى أن انتهى به المطاف في فرع الخطيب، ذلك المكان الذي يعرفه السوريون كهاويةٍ لا قرار لها.
وهناك، رحل صهيب.
رحل بصمت، لكن صدى ظلمه ما زال يصرخ في ذاكرة كل من عرفه، وفي ضمير كل من لم ينسَ.
فهل أصبح الموت ثمنًا للعلم؟
وهل صار الحلم جريمةً تُعاقب عليها الحياة؟
في وطنٍ يحكمه الحديد والنار، كل شيءٍ ممكن.. حتى أن تموت، فقط لأنك أردت أن تحيا بكرامة.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية