الأغذية العالمي: نواجه نقص تمويل في سوريا ويجب تخفيف العقوبات

أعلن كارل سكاو، نائب المدير التنفيذي ومدير العمليات في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أن البرنامج يواجه نقصًا حادًا في التمويل في سوريا، داعيًا المجتمع الدولي إلى تخفيف العقوبات المفروضة على البلاد، والاستثمار في برامج تحقق تغييرًا سريعًا لصالح الشعب السوري، لا سيما في ظل المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد.

جاءت هذه التصريحات خلال مقابلة أجراها سكاو مع وكالة "الأناضول" على هامش مشاركته في منتدى أنطاليا الدبلوماسي 2025، الذي يُعقد في الفترة ما بين 11 و13 أبريل بمشاركة واسعة من قادة الدول ووزراء الخارجية ومنظمات دولية.

أوضح سكاو أن البرنامج يقدم حاليًا مساعدات إنسانية لنحو 1.5 مليون شخص داخل سوريا، ويسعى جاهدًا لتوسيع عملياته في البلاد عبر شبكة تضم سبعة مكاتب إقليمية، وذلك في ظل تراجع حاد في التمويل العالمي.

وأكد أن البرنامج يعمل بالتعاون مع السلطات المحلية، ويركز على دعم نظم الحماية الاجتماعية، وتشغيل المخابز، وإعادة تأهيل الأمن الغذائي الوطني، مشيرًا إلى أن الاستجابة الإنسانية لا تزال قيد التهديد بسبب شح الموارد.

وقال سكاو: "نظهر نشاطًا مكثفًا في سوريا، وندعو المجتمع الدولي إلى تخفيف العقوبات، والاستثمار في برامج تُحدث تأثيرًا ملموسًا على الأرض."

وأشاد سكاو بالتعاون القائم مع تركيا، واصفًا إياها بأنها "مركز لوجستي حيوي" لعمليات البرنامج في المنطقة، حيث وفّرت الأراضي التركية منفذًا مهمًا لتوصيل المساعدات الإنسانية، خصوصًا إلى سوريا.

كما كشف أن برنامج الأغذية العالمي استثمر أكثر من مليار دولار في تركيا خلال السنوات الخمس الماضية، ويخطط حاليًا لإنشاء مركز لوجستي دائم في البلاد لدعم عملياته الإغاثية في الشرق الأوسط ومناطق الأزمات.

تطرق سكاو أيضًا إلى الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن برنامج الأغذية العالمي كان ثاني أكبر جهة أممية تقدم مساعدات بعد "الأونروا"، ونجح خلال فترة وقف إطلاق النار في إيصال المساعدات إلى قرابة مليون شخص شهريًا، إضافة إلى تشغيل 25 مخبزًا وإنشاء مطابخ ميدانية لتوفير وجبات ساخنة.

إلا أن سكاو حذر من أن الإمدادات الغذائية في غزة على وشك النفاد، نتيجة إغلاق المعابر منذ نحو شهر، ما يهدد بتفاقم الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق.

وقال في ختام تصريحاته: "نشعر بقلق بالغ مما قد يحدث خلال الأيام المقبلة، في ظل عدم وجود بوادر واضحة لإعادة فتح المعابر أو إيصال المساعدات."