أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ناجون بلا سجل: مأساة جمال البس تكشف غياب توثيق ودعم ضحايا صيدنايا

فيما تتكشف كل يوم أهوال ما جرى خلف أسوار سجن صيدنايا، تبرز قضية أخرى لا تقل مأساوية: الغياب المقلق لآليات منهجية لتوثيق الناجين منه والبحث عنهم وتقديم الدعم العاجل لهم. 

قصة جمال حاج علي، "جمال البس"، الذي يرقد الآن بين الحياة والموت في مشفى المجتهد بدمشق، ليست مجرد مأساة فردية، بل هي دليل صارخ على هذه الفجوة الخطيرة.

العثور على جمال لم يكن نتيجة جهد منظم للبحث عن الناجين، بل كان مصادفة مؤلمة بعد تدهور صحته بشكل حاد. 

هذا الرجل، الذي أمضى 6 سنوات في جحيم صيدنايا، وُجد بعد سقوط النظام يعيش كشبح في محرس أمني مهجور قرب حي التضامن، منعزلاً عن عالم لم يعد يدركه، وفاقداً للوعي بالتحولات الجذرية التي جرت، بما في ذلك سقوط سجانيه. 

قضى جمال قرابة أربعة أشهر في هذه العزلة القاتلة، دون أن يصل إليه أحد، ودون أن يُسجّل اسمه في أي قائمة للناجين المحتاجين للمساعدة العاجلة.

فشل في البحث والتوثيق
تثير حالة جمال البس، وحالات أخرى مشابهة قد لا تكون كُشفت بعد، تساؤلات جدية حول وجود أي جهد منظم لـ:
- حصر وتوثيق الناجين: هل هناك قاعدة بيانات أو سجل مركزي للذين خرجوا أحياءً من صيدنايا وغيره من المعتقلات الرهيبة؟ إن غياب التوثيق يعني أن حجم الكارثة الإنسانية لهؤلاء الناجين لا يزال مجهولاً إلى حد كبير.

- البحث الاستباقي: هل تُبذل جهود للبحث عن الناجين الذين قد يكونون، مثل جمال، في حالة صدمة شديدة أو ضياع أو مرض يمنعهم من طلب المساعدة بأنفسهم؟ تركهم للمصادفة أو حتى الموت البطيء في عزلتهم هو فشل إنساني وأخلاقي.

 - تقديم المساعدة الفورية: الناجون مثل جمال يحتاجون تدخلاً طبياً ونفسياً فورياً ومتخصصاً. حالته الصحية الحرجة (فشل شبه كامل في الوظائف الحيوية، توقف شبه تام للكلى، انسدادات حادة) هي نتيجة مباشرة ليس فقط للتعذيب، بل أيضاً لغياب الرعاية بعد الخروج.

زمان الوصل
(8)    هل أعجبتك المقالة (7)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي