أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

وثيقة تكشف مصير المعتقل محمد الترك.. مات تحت التعذيب بصمت

ضمن سلسلة "خزائن الموت"، حصلنا على صورة وثيقة صادرة عن الشرطة العسكرية في النظام السوري البائد، تُظهر تفاصيل وفاة المعتقل محمد الترك؛ في مشفى تشرين العسكري بتاريخ 16 شباط 2021، بعد نقله إليه من سجن صيدنايا العسكري، أحد أكثر أماكن الاحتجاز وحشية في سوريا.

الضحية، من مواليد حماة 1979، كان موقوفًا بموجب مذكرة اعتقال صدرت عام 2019 بتهمة "القيام بأعمال إرهابية". إلا أن الوثيقة لم تورد أي تفاصيل عن سير المحاكمة أو صدور حكم بحقه، ما يرجّح أنه بقي قيد الاعتقال التعسفي لسنوات وفاته.

اللافت أن الجهة التي حررت الوثيقة – فرع التحقيق والسجون في الشرطة العسكرية – اكتفت بالإشارة إلى أن الوفاة ناتجة عن "قصور تنفسي واضطراب سائر مشاري"، وهي صياغة طبية فضفاضة تُستخدم غالبًا للتغطية على عمليات التعذيب.

وتؤكد الوثيقة أنه جرى تسليم جثة المعتقل للفرع العسكري المختص، مرفقة بتقرير وفاة من قسم الطب الشرعي، في سياق بيروقراطي صارم يخفي خلفه جريمة مكتملة الأركان.



يوقّع على الوثيقة اللواء رياض حبيب عباس، رئيس الشرطة العسكرية آنذاك، مما يعطيها طابعًا رسميًا يثبت مسؤولية المؤسسة العسكرية عن عملية التصفية.

سياق أوسع: يُعدّ هذا النموذج تكرارًا لعشرات الآلاف من حالات الإخفاء القسري التي مارسها النظام السوري بحق معارضيه، والتي انتهى الكثير منها بالموت تحت التعذيب في سجون مثل صيدنايا والمزة وفرع 215. هذه الوثيقة واحدة من أدلة عديدة تؤكد ضلوع النظام في جرائم ضد الإنسانية.

هذه الوثيقة تُضاف إلى سلسلة وثائق تنشرها "خزائن الموت"، كجزء من مشروع توثيقي هدفه كشف مصير المعتقلين المغيبين، وإبراز البنية المؤسسية لعمليات القتل والتصفية في سجون النظام السوري.

زمان الوصل
(10)    هل أعجبتك المقالة (8)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي