حذر مسؤولون أمميون رفيعو المستوى من أن الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية تُهدد بشكل مباشر عملية الانتقال السياسي التي تمر بها البلاد منذ سقوط النظام السابق في ديسمبر الماضي.
جاء ذلك خلال جلسة طارئة عقدها مجلس الأمن الدولي بدعوة من الجزائر والصومال، خُصصت لبحث التطورات الخطيرة الأخيرة في سوريا، خصوصًا بعد التصعيد الإسرائيلي الأخير في الجنوب والوسط السوري.
مئات الغارات منذ سقوط النظام
وفي إحاطته أمام المجلس، قال خالد خياري، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ، إن إسرائيل شنت مئات الغارات الجوية على أهداف داخل سوريا منذ 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، وهو تاريخ سقوط نظام الأسد.
وأضاف خياري أن الجيش الإسرائيلي أقام نقاطًا عسكرية جديدة في منطقة الفصل في هضبة الجولان السورية المحتلة، مشيرًا إلى تصريحات من مسؤولين إسرائيليين عن نوايا للبقاء داخل سوريا خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أن هذه التحركات الميدانية "لا يمكن تغييرها بسهولة"، محذرًا من أنها تهدد المسار السياسي الانتقالي الذي تسعى الأمم المتحدة لرعايته بعد سنوات من الصراع.
قيود على أوندوف والسكان المحليين
من جهته، كشف جان بيير لاكروا، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، عن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974، عبر دخول قوات الجيش الإسرائيلي إلى المنطقة الفاصلة منذ ديسمبر الماضي، وبناء حواجز ومنع حركة المدنيين.
وأضاف لاكروا أن الجيش الإسرائيلي يفرض قيودًا على حركة أفراد قوة الأمم المتحدة (أوندوف)، وكذلك على حركة السكان المحليين، ما أدى إلى احتجاجات شعبية في بعض القرى.
كما لفت إلى استيلاء الجيش الإسرائيلي على الماشية واحتجاز المدنيين، مشيرًا إلى مناشدات السكان لقوات الأمم المتحدة للتدخل ومطالبة إسرائيل بمغادرة قراهم.
دعوات لاحترام اتفاق 1974
أكد لاكروا في كلمته أن كل الأطراف يجب أن تحترم التزاماتها بموجب اتفاق فض الاشتباك، مشددًا على أن "جميع الإجراءات التي تتعارض مع الاتفاق غير مقبولة"، وأن قوة أوندوف "تظل ضرورية لاستقرار منطقة الجولان وسوريا بأكملها".
تصعيد عسكري مستمر
وكانت إسرائيل قد قصفت محافظة درعا في 2 أبريل/ نيسان، ما أسفر عن مقتل 9 مدنيين وإصابة 23 آخرين، كما شنت سلسلة غارات جوية على أرياف دمشق وحماة وحمص، ضمن تصعيد عسكري متواصل أثار قلقًا واسعًا في الأوساط الدولية.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية