"لو بقيت يومًا آخر لكنت في عداد الموتى"، بهذه الكلمات المؤثرة يصف علي عيسى السبسبي، المعروف برقم 499، تجربته المريرة داخل معتقلات الدفاع الوطني في سوريا.
كان السبسبي يعمل سائق صهريج وقود (مازوت) في محافظة القنيطرة، حين تم اعتقاله مع 9 أشخاص آخرين، بينهم شقيقه ياسر (خرج معه لاحقًا)، عام 2013 من كازية الدولة في القنيطرة. ووجهت إليهم تهمة "تغذية الإرهابيين بمادة المازوت".
صورة السبسبي وشقيقه ظهرت في صور الدفاع الوطني التي نشرتها "زمان الوصل".
24 يومًا قضاها السبسبي تحت وطأة التعذيب الوحشي، حيث تعرض للضرب المبرح والحرق بالزيت المغلي والبلاستيك. يصف تلك الأيام قائلًا: "كانوا يسكبون الزيت علينا وكأنهم يسكبون الماء. رأيت شخصًا أمامي سكبوا الزيت على ظهره، حتى بدت طبقات اللحم واضحة إلى العظم". كما يضيف أن شخصًا آخر توفي معهم في المعتقل، واسمه عبد الرحمن البيضة.
يضيف السبسبي أنه لم يتناول أي طعام خلال فترة اعتقاله، وحتى شربة الماء التي كان يشربها، كان يتقيأها. وعندما خرج، لم يتمكن الأطباء من إيجاد وريد لوضع السيروم له.

يحمل السبسبي آثار التعذيب حتى اليوم، حيث يعاني من مرض السكري والضغط وضعف البصر، بالإضافة إلى التصبغات التي لا تزال تظهر على جسده جراء الحرق بالزيت والبلاستيك.
ويكشف السبسبي أنهم كانوا في طريقهم إلى الإعدام الميداني بعد 24 يومًا من التعذيب، لولا دفع مبلغ 200 مليون ليرة سورية (حين كان الدولار يساوي 450 ليرة سورية). هذا المبلغ كان لإخراج 9 أشخاص؛ تسلمه سجانه كميل حسون؛ الذي فر إلى دولة الاحتلال "إسرائيل" بعد أسبوع من سقوط الأسد؛ مؤكدًا أنه كان يتابع تحركاته وعلم بفراره حيث لديه أخ مجند في جيش الاحتلال والنظام البائد كان على علم بذلك!.
"زمان الوصل" لم تتمكن من تأكيد المعلومات الخاصة بفرار كميل إلى "إسرائيل".
قصة السبسبي هي شهادة أخرى على الفظائع التي ارتكبت في معتقلات النظام السوري البائد، وتضاف إلى سلسلة شهادات موثقة نشرتها "زمان الوصل" ضمن ملف "خزائن الموت".
للاطلاع على الصور.. اضغط هنا
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية