بدأت محافظة دمشق بإزالة ملامح فرع فلسطين المعروف أيضاً باسم 235 وأظهر مقطع فيديو تداوله ناشطون السور الخارجي للفرع سيء الصيت، حيث بدت كتل أسمنتية رُسم عليها علم النظام البائد.
وقال ناشط في المقطع المصور إن محافظة دمشق بدأت بإزالة الحواجز والأسلاك الشائكة، وإزالة ملامح هذا الفرع الذي ارتكبت داخله جرائم تعذيب لا حصر لها بحق السوريين، وعبر الناشط عن أمله بأن يتم تحويل الفرع إلى مكان يبعث الأمل والأمان للسوريين، وينسيهم نظام الإجرام الذي جثم على صدورهم طوال أكثر من 53 عاماً.
وتم بناء فرع فلسطين في العاصمة دمشق في ستينيات القرن الماضي، وكان أحد أكثر منشآت النظام سيئة السمعة للاستجواب والانتهاكات.
ويقعُ هذا السّجن في مخيم اليرموك جنوب العاصِمة دمشق، ويحظى بسمعة سيئة للغاية وذلك بسبب ما تسرب عنه من تعذيب النظام السوري لمعارضيه ولنشطاء حقوق الإنسان كذلك.
غرف للنساء المعتقلات
وكان هذا الفرع يمتلك صلاحيات تبدأ بمحاسبة الضباط العسكريين- بعد خلع رتبهم العسكرية- بمجرد دخولهم الفرع، كما خصصت في سجنه غرف للنساء المعتقلات والأطفال ومدنيين آخرين، بتهم مختلفة تهدف إلى إرهاب السوريين.
ووثقت"زمان الوصل" طوال السنوات الماضية آلاف القصص عن حالات تعذيب وتصفية شهدها هذا الفرع على لسان ناجين أو أقارب للضحايا، وبخاصة ممن سرب قيصر صورهم تحت التعذيب عام 2014.
وتأسّس فرع فلسطين عام 1969 بعد ست سنوات من إعلان حالة الطوارئ في سوريا عام 1963 و كانَ حينها همزة وصل بين نظام الأسد البائد ومختلف الجهات الفلسطينية المسموح لها بالعمل في سوريا بما في ذلك حركة فتح، ومنظمة الصاعقة، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ثم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
سمعة سيئة
وارتبطَ هذا السجن بسمعة سيئة منذ عام 1990 كما اكتسب شهرة على نطاق واسع في أعقاب هجمات 11 أيلول/سبتمبر وذلك بسبب احتمال إرسال المعتقلين المشتبه في انتمائهم لمنظمات وصفت بأنها "إرهابية" إلى هناك من خلال عمليات التسليم الاستثنائي في المقام الأول والتي قامت بها الولايات المتحدة كوسيلة من الاستعانة بمصادر خارجية للتعذيب.
وحسب معلومات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي قيل أّنّ مركز الاحتجاز كبير جدا حيث يُشرف عليه أزيد من 500 موظف ويضم ثلاث طوابق تحت الأرض تُستعمل في عمليات الاحتجاز والتعذيب.
حقبة من الألم والخوف
ولاقت خطوة إزالة ملامح هذا المركز الأمني الذي عُد من أخطر الأجهزة والأفرع والمراكز الأمنية في سوريا وارتبط بمرحلة سوداء من تاريخ سوريا في ظل الإستبداد والديكتاتورية ردود أفعال مرحبة على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما طالب آخرون بإبقائه شاهداً على جرائم النظام طوال أكثر من نصف قرن.
وعلق "سعد حيجي": "خطوة جميلة لإعادة منظر العاصمة لوضعها الطبيعي" وعقب "زكوان سعادة": "فرع فلسطين.. فرع من فروع القهر والتعذيب له علاقة بكل شيء إلا فلسطين".
وعقب آخر: "إزالة ملامح فرع فلسطين ليست مجرد خطوة عمرانية، بل قد تكون بداية رمزية لإزالة حقبة من الألم والخوف في ذاكرة السوريين"
وأردف: "المطلوب ليس فقط هدم الجدران، بل هدم العقلية الأمنية التي صنعت تلك الملامح".
شهادة أبدية على إجرام الأسد
وعبر "أيمن بكور" عن أمله بأن يُترك فرع فلسطين كما هو من الداخل دون دهانات أو رسومات، لحين اتخاذ القرار النهائي بشأن مصيره".
وفي السياق ذاته قال "محمد المحمود": "ربما، يوماً ما، سيتحوّل هذا السجن إلى متحف. ربّما ستُعرض جدرانه كما هي، شاهدة على ما جرى"، واستدرك: "سيُفتح بابه أخيراً لا ليدخل أحد، بل ليخرج منه التاريخ... ويبدأ شيء آخر يشبه الحياة".
وطالب "حمدو المرعي" بتجميل المكان من الخارج فقط وإبقائه على وضعه من الداخل وجعل هذا المكان متحف مع جمع شهادات الناجين من هذا المسلخ البشري ليكون شهادة أبدية على إجرام عائلة الأسد ".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية