في الحادي عشر من آذار/مارس 2013 داهمت قطعان من عناصر الأمن العسكري منزل الطبيبة "رانية العباسي" بطله سوريا للشطرنج واعتقلوها مع أطفالها الستة، وصادف ذلك وجود الشابة "ماجدولين القاضي" التي كانت تعمل كسكرتيرة في عيادة الدكتورة رانيا وإلى الآن ما يزال مصيرها مجهولاً كحال مئات ألوف المعتقلين في سجون النظام البائد.
وكقصة وجع لا ينتهي وبدلاً من نشر صورتها على بروفايلها كانت ماجدولين قد وضعت على صفحتها في "فيسبوك" المغلقة منذ يوم اعتقالها إشارة حداد حزناً على دمشق، وعلقت: "لأن الدم السوري غالي... الله يفرج عنك يا إختي".
وفي صورة البروفايل كتبت أيضاً: "وطني قصة حزن ووجع لا ينتهي" لينتهي بها المطاف خلف الشمس في زنازين النظام البائد دون ذنب ارتكبته ولم يعرف مصيرها إلى الآن، وتوفيت والدتها حزناً وكمداً بعد سنوات من انتظارها بلا جدوى.
وعلق "حسن العباسي" شقيق "رانيا العباسي" الذي يعيش في كندا في منشور عبر حسابه في "فيسبوك": "كلما تحدثنا مع والدة ماجدولين لمعرفة أي أخبار عنها، كان صوتها يتلاشى وتختنق دموعها. كانت والدة ماجدولين تبكي على بصيرتها".
وأضاف العباسي في منشوره: "للأسف توفيت والدتها قبل بضع سنوات حزنًا وألمًا لعدم معرفة مكان ابنتها بعد اعتقالها من قبل النظام.
وأردف: "ماجدولين اليوم في أواخر الثلاثينيات من عمرها. وإذا كانت لا تزال على قيد الحياة، فهذا يعني أنها قضت نصف حياتها في سجون الأسد".
وورد اسم "ماجدولين فارس القاضي" في وثيقة صادرة عن إدارة المخابرات العامة فرع التحقيق عام 2013 ضمن لائحة مفصلة بأسماء الموقوفين لدى الفرع المذكور مع "آمال عبد الرحمن عيد" و"حنان عبد الرحمن عيد".
ابنة خالها تروي
وتواصلت زمان الوصل مع "لجين" ابنة خال الشاب مجهولة المصير التي أشارت إلى أن ماجدولين من سكان مشروع دمر بدمشق، وهي من مواليد 1986 درست في معهد لإعداد المدرسين بدمشق، وعملت كآنسة في روضة أطفال، وقبل اعتقالها عملت كسكرتيرة في عيادة الدكتورة "رانيا العباسي".
وأضاف المصدر :"بعد اعتقالها حاول ذوو ماجدولين معرفة مكان اعتقالها حتى أن أحد أقاربها وهو عضو في مجلس الشعب تواصل مع المخلوع "بشار الأسد" دون جدوى، وبعد سقوط النظام وخروج كل المعتقلين دون خروجها فقدنا الأمل ببقائها على قيد الحياة كحال صديقتها الدكتورة "رانيا العباسي" وأطفالها الستة.
والدتها توفيت حزناً
وكشفت محدثتنا أن عمتها –والدة ماجدولين توفيت بعد اعتقالها بسنة إذ أصيبت بمرض السرطان وخضعت لعملية استئصال كتلة، وفي نيسان 2018 توفيت حزناً على أبنتها دون أن تتمكن من رؤيتها أو زيارتها في المعتقل.
وروت "لجين" أن ابنة عمتها ذهبت إلى الدكتورة رانيا العباسي لتؤنس وحدتها وتواسيها بعد اعتقال زوجها "عبد الرحمن ياسين" الذي كان قد اعتقل قبل يومين، وكانت ترغب بالنوم عندها كي لا تبقى بمفردها، وبعد ربع ساعة داهم عناصر المخابرات المنزل واعتقلوها مع الدكتورة رانية وأطفالها الستة، وقاموا بدفع والدتها على الأرض، كما قاموا بتكسير كاميرات المنزل كي لا توثق ما فعلوه.
وكان أحد هؤلاء العناصر معروفاً لدى الدكتورة "رانيا العباسي" ويدعى "أبو كاظم"، وهو عنصر في حاجز عسكري بالقرب من منزلها، كان يتعالج في عيادة طب الأسنان التي تملكها العباسي بـ"المجان".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية