أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"مشتل العدوي" بوابة التحقيقات: حين تبدأ رحلة الاختفاء السوري من عنوان واحد

"مشتل العدوي" ليس اسمًا عابرًا

في سلسلة من الوثائق الأمنية الخاصة بنظام الأسد، تتكرر عبارة لافتة في ملفات توقيف عشرات السوريين: "جُلب من منطقة مشتل العدوي". 

هذه العبارة التي تبدو عادية ظاهريًا، تخفي وراءها شبكة غامضة من الانتهاكات، حيث يتحول الموقع إلى محطة عبور رئيسية نحو التحقيق القسري، وربما الاختفاء أو الموت تحت التعذيب.

"مشتل العدوي" ليس اسمًا عابرًا. بل يُعتقد أنه يشير إلى موقع أمني مغلق في العاصمة دمشق، يقع ضمن حي العدوي، ويُستخدم كمركز غير معلن للفرز الأمني والتحقيقات الأولية. تكرار الاسم في الملفات دون أي توضيح إضافي يعزز فرضية أنه أحد المقرات السرية لفروع المخابرات، غالبًا تابع للأمن العسكري أو المخابرات الجوية.

* الأسماء التي اعتقلت بالمكان:
- عز الدين عبد الجليل أبو عباس
اسم الأم: عائشة
من دمشق، مواليد 1965
شارك في مظاهرات دمشق وردد هتافات سياسية.

- خالد محمود طواشي
اسم الأم: خويلة
من ريف دمشق، مواليد 1989
متهم بالمشاركة في مظاهرات القابون والانتماء لتنسيقية محلية.

- أحمد هيثم اللباد
اسم الأم: رندة
مجند في الجيش الشعبي
اتُّهم بالانضمام لمجموعة مسلحة يقودها عماد بلو، والمشاركة في اعتداءات.

- محمد سعيد محمود الحموي
اسم الأم: هالة
من ريف دمشق، مواليد 1987
متهم بالتنسيق مع منشقين وإيواء عناصر مسلحة.

- محمد عبد الله قاهرية
اسم الأم: هناء
من ريف دمشق، مواليد 1988
اتُّهم بالتستر على المجموعات المسلحة والتعاون اللوجستي معها.

اللافت أن جميع هذه الأسماء خضعت للتوقيف في اليوم ذاته: 3 أيار 2012، وجميعها "جُلبت من مشتل العدوي". هذا يشير إلى حملة أمنية منسّقة، يُحتمل أنها استهدفت خلايا محلية أو شبكات تنسيق مرتبطة بمنشقين. كما أن نمط التهم يُظهر طيفًا واسعًا من الأنشطة: من التظاهر، إلى التنسيق، إلى النشاط المسلح، ما يؤكد أن مشتل العدوي شكّل مركزًا للفرز قبل إرسال الموقوفين إلى فروع أكثر تخصصًا في التحقيق أو التصفية.

إن تتبع هذا الاسم - "مشتل العدوي" - في الأرشيفات الأمنية ليس مجرد عمل توثيقي، بل مفتاح لفهم أين بدأ مصير الآلاف ممن دخلوا في متاهة الاختفاء القسري في سوريا.

زمان الوصل
(10)    هل أعجبتك المقالة (13)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي