أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

محمد خالد السعدي.. العدالة المغدورة في تدمر

السعدي

في قائمة الإعدامات التي نُفذت في سجن تدمر بين عامي 1980 و1985، والتي حصلت "زمان الوصل" على نسخة منها، ظهر اسم محمد خالد السعدي تحت الرقم 8. 

لم يكن رقمًا فحسب، بل إنسانًا حمل سيرةً ومسارًا انتهيا على منصة الإعدام، بعيدًا عن أي محاكمة عادلة أو تهمة مثبتة.

محمد، ابن مدينة دمشق، اعتُقل في الأول من تموز/يوليو 1980 من مكان عمله في الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش المالي، حيث كان يعمل بعد أن تخرّج في كلية الحقوق عام 1962، بحسب ما ترويه عائلته. لم يمضِ على اعتقاله سوى أسابيع قليلة حتى صدر بحقه حكم بالإعدام في الشهر الثامن من العام نفسه.

كان مثقفًا ملتزمًا بالقانون، يعمل في واحدة من أعلى الجهات الرقابية في الدولة، ولم يعرف عنه سوى النزاهة والانضباط. لم يُسمح لعائلته بزيارته، ولم تُبلَّغ بأي تفاصيل عن مكان اعتقاله أو مصيره حتى وصول اسمه في قائمة الموتى، بعد عقود.

تعرّفت العائلة على اسمه حين نُشرت وثائق الإعدامات مؤخرًا. أما والده، ففارق الحياة بعد عام ونصف من اعتقاله، حزنًا وكمداً، دون أن يعرف ماذا حلّ بابنه.

قصة محمد خالد السعدي واحدة من آلاف القصص المنسية لضحايا دولة الخوف، الذين غُيّبوا في زنازين الموت، وسُرقت أعمارهم وأحلامهم تحت غطاء الأمن والدولة في عهد حافظ الأسد.



زمان الوصل
(16)    هل أعجبتك المقالة (9)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي