أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

يحيى وباسل.. شهيدان في زمن ما بعد "الأسد"

في إحدى زوايا قرية "عربيد"، بريف حلب، قرب مطار كويرس؛ التُقطت صورة تحكي أكثر من مجرد لحظة. إنها تختزل قصة شابين جمعهما الحنين إلى الحياة، وفرّقتهما قنبلة من مخلفات نظام لم يتوقف عن القتل حتى بعد أن رحل رأسه.

يحيى، في مطلع الثلاثينات من عمره، لم يكن بطلًا في رواية خيالية. كان شابًا أنهكه المرض وقهره النزوح، لكنه لم يفقد حلم العودة. بعد سقوط النظام، قرر أن يعود إلى قريته التي هجّرته الحرب، علّه يجد بعض السلام، بعض الحياة.

وبالصدفة ذاتها، عاد باسل من لبنان، حيث قضى أكثر من 12 عامًا في الغربة، ليجمع شتات العائلة بعد أن فرّقتها البراميل والخوف.

لكن الواقع كان أقسى من الحلم.

في حقل قريب، لمح يحيى شيئًا معدنيًا غريبًا. لم يكن يعرف ما هو. لم يُحذَّر من قبل، لم تُزرع لوحات تحذيرية، ولم تُزال القنابل. أمسك بها ببراءة طفل، دون أن يدرك أنها قنبلة عنقودية (سلاح محرم دوليًا)، زرعه النظام في الحقول وبين الأزقة.

لحظة واحدة كانت كافية. انفجرت القنبلة، فمزّقت جسده، وامتدت شظاياها إلى باسل، ليرتقيا معًا شهيدين في يوم مبارك، تاركين خلفهما أمًا مكسورة وأرضًا لم تتطهر بعد من آثار الحرب.

إنها ليست قنبلة واحدة. إنها نظام كامل زرع الموت في تفاصيل الحياة.

زمان الوصل
(6)    هل أعجبتك المقالة (7)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي