تكشف وثائق مسرّبة صادرة عن شعبة المخابرات العسكرية في جيش النظام السوري، وتحديدًا من "الوحدة 215"، عن نمط متكرر لوفيات غامضة لمعتقلين أردنيين داخل سجون النظام، تمّت تغطيتها بتقارير طبية صيغت بعبارات بيروقراطية، بينما توحي المعطيات بأن الوفاة جاءت نتيجة التعذيب.
الوثائق التي تعود للفترة ما بين 2014 و2018، تشير إلى أن بعض المعتقلين توفّوا داخل معتقلات المخابرات، ثم تم تحويل جثثهم إلى مشفى حرستا العسكري، حيث يتم التحفّظ عليها دون إخطار أهاليهم أو تسليمهم الجثامين، بانتظار تعليمات أمنية لاحقة.
في 16 كانون الأول 2014، توثق إحدى المراسلات وفاة المعتقل الأردني عاهد عبد الله علي خريبيات، من مواليد السلط 1972، نتيجة "توقف قلب وتنفس مفاجئ"، وهي العبارة التي اعتاد النظام استخدامها في حالات الوفاة تحت التعذيب. وتضمنت الوثيقة تعليمات بعدم دفنه أو تسليم جثته.

وفي وثيقة أخرى مؤرخة في 8 كانون الثاني 2018، يظهر اسم معتقل أردني آخر هو محمد منير عبد القادر السعايدة، مواليد 1986، وقد تم إرسال جثته إلى مشفى حرستا العسكري مع تعليمات صريحة بعدم التحفظ عليها أو تسليمها لذويه، ما يؤكد وجود سياسة ممنهجة في التعامل مع ضحايا التعذيب من الأجانب.
الختمات الرسمية وتوقيع كبار الضباط في الوثائق تدل على أن هذه الممارسات كانت جزءًا من منظومة أمنية داخلية لا تترك مجالًا للصدفة أو الاجتهاد، بل تستند إلى أوامر واضحة وصادرة عن قيادة الشعبة الأمنية.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية