أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مصارحة بلا مساحيق تجميل.. من أجل مستقبل لكل السوريين

الشيباني

يستنكر البعض، إن صحّ التعبير، ما سُرِّب من حديث للسيد أسعد الشيباني، وزير الخارجية السوري، أمام وزراء أوروبيين، حيث نُقل عنه قوله: "54 سنة من حكم الأقلية أدّت إلى تهجير 15 مليون سوري، وسقوط مليون شهيد، وقمع الأغلبية والأقليات الأخرى". 

ويرى البعض أن هذا خطاب لا يليق بوزير خارجية يُفترض أن يُمثّل جميع السوريين.

لكن، أعزائي، إن القطيعة الحقيقية مع الماضي لا تكون بتجميل الحقائق أو إنكارها، بل بتسميتها كما هي، بلا مواربة. فالمستقبل لا يُبنى على الأحقاد أو خطاب المظلومية، لكنه أيضًا لا يمكن أن يُبنى على إنكار المعاناة والظلم الذي وقع على شريحة كبيرة من السوريين.

نعم، خلال السنوات الأربع عشرة الماضية، سقط مليون سوري سُنّي شهيدًا، فلماذا ننكر ذلك؟

نعم، هُجِّر الملايين وسكنوا الخيام، وهاموا لاجئين في البرّ والبحر، وقضى كثيرون منهم في المعتقلات.

نعم، وثّقت أحداث الساحل انتهاكات بحق العلويين كعلويين، لكن لم تُوثّق أنهم سوريون أولًا. فهل لا يستحق غيرهم التوثيق بالاسم تحديدًا؟ وكأنّ غيرهم لا يستحق التوثيق!

أتفهّم قلق البعض من أن يصدر مثل هذا الخطاب عن وزير خارجية يُفترض أن يُمثّل جميع السوريين، لكنني لا أتفهّم إنكار حق السُّنة السوريين في أن يصرخوا ويقولوا إنهم ظُلموا.

من دون هذه المكاشفة الحقيقية، لن تحصل قطيعة مع الماضي، ولن تُطوى الصفحة لنكتب سويًا تاريخًا جديدًا لسوريا التي نحلم بها لكل السوريين، بلا استثناء. فبدون الاعتراف بأخطاء الماضي، لا يمكننا تجاوزه والانطلاق نحو المستقبل الذي ننشده، حتى لا تتكرر أخطاء ذلك الماضي.

فراس حاج يحيى - زمان الوصل
(28)    هل أعجبتك المقالة (24)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي