أعرب أبناء الجولان المحتل عن استنكارهم الشديد لزيارة الوفد الدرزي الذي قدم من السويداء إلى الكيان الصهيوني، معتبرين ذلك خطوة تطبيعية مرفوضة وخيانة لتضحيات الأجيال التي ناضلت في سبيل تحرير الأرض واستعادة الحقوق المغتصبة.
بيان رسمي:
رفض شعبي قاطع
لطالما كان الجولان السوري المحتل رمزًا للصمود والمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وما زال أبناؤه يحملون راية التمسك بحقهم في أرضهم رغم عقود من الاحتلال والمعاناة. وقد جاء موقفهم الرافض لهذه الزيارة استمرارًا لموقفهم المبدئي ضد أي شكل من أشكال التطبيع مع العدو المحتل، خاصة حين يصدر من أبناء الوطن نفسه.
خيانة للدماء والتضحيات
يرى أبناء الجولان المحتل أن هذه الزيارة تعد طعنة في ظهر النضال الوطني وخيانة لتضحيات الشهداء والأسرى الذين دفعوا حياتهم وحريتهم ثمنًا لرفض الاحتلال. فكيف يمكن لأي شخص أن يطأ أرضًا محتلة دون أن يكون هدفه مقاومة الاحتلال، بل على العكس، يمد جسور التواصل معه؟
الجولان المحتل: أرض تنبض بالعروبة
قبل احتلال الجولان عام 1967، كان يضم أكثر من 300 قرية ومزرعة مأهولة بالسكان، تنوعت بين القرى السنية والدرزية. بعد الاحتلال، دمرت إسرائيل معظم القرى والمزارع، ولم يتبقَ اليوم سوى خمس قرى (أربعة درزية و واحدة علوية ) مأهولة، وهي:
مجدل شمس – أكبر القرى، تقع شمال الجولان عند سفح جبل الشيخ.
بقعاثا – تقع إلى الجنوب الشرقي من مجدل شمس.
مسعدة– تقع في المنطقة الوسطى من الجولان المحتل.
عين قنية – تقع بالقرب من مسعدة.
الغجر – قرية يسكنها سكان من الطائفة العلوية، وتقع على الحدود اللبنانية.
أما القرى السنية، فقد دمرت بالكامل بعد الاحتلال، وكان أبرزها كودنة ، فيق، سكوفيا، العال، الخشنية، السنابر، الجويزة، كفر حارب، تل السكن، عين وردة، الدلهمية وغيرها من عشرات القرى التي هُجّر سكانها قسرًا إلى الداخل السوري.
الموقف الوطني فوق أي اعتبار
لا يمكن لأي مبرر أن يبرئ هذه الخطوة المشينة، سواء كانت تحت غطاء ديني، اجتماعي، أو أي ذريعة أخرى. فإسرائيل لم تكن يومًا صديقًا للشعب السوري، بل هي المحتل الغاصب الذي هجّر وقتل واستوطن ونهب مقدرات الجولان. وبالتالي، فإن أي تعامل معها، مهما كان، لا يخدم إلا أجندتها التوسعية، ويضر بقضية الجولان العادلة.
رسالة أبناء الجولان: لا للتطبيع
يجدد أبناء الجولان المحتل موقفهم الثابت: لا اعتراف بالاحتلال، لا قبول بأي شكل من أشكال التطبيع، ولن يكون هناك سلام حقيقي إلا بعودة الجولان المحتل إلى حضن الوطن السوري. ومن هنا، يطالبون جميع الوطنيين الأحرار برفض هذه الزيارة وإدانتها، وعدم السماح لأي جهة كانت بأن تستغل المواقف السياسية أو الطائفية لتبرير الانحراف عن الثوابت الوطنية.
إن قضية الجولان ليست قابلة للمساومة، وأي محاولة لتجاوز الخطوط الحمراء في التعامل مع المحتل ستقابل برفض قاطع من أبناء الأرض الذين لم ولن يساوموا على كرامتهم وسيادتهم الوطنية.
تنويه: نفى الشيخ سعيد البكفاني، أحد شيوخ الدروز في السويداء في تصريح صحفي، مشاركة أحد منهم في الزيارة، وقال للجزيرة نت إن من زار مقام النبي شعيب "هم رجال دين من القنيطرة وريف دمشق".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية