أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

من السفارات.. الفلول يحركون مظاهرات ضد الدولة السورية الجديدة

لوحظ خلال الأيام الماضية أن المظاهرات تحمل طابعًا تنظيميًا مألوفًا

ما تزال غالبية موظفي السفارات السورية في أوروبا تدين بالولاء للنظام الساقط، في ظل اتهامات متزايدة لهم بدعم مظاهرات مشبوهة في فرنسا وألمانيا وهولندا ضد الدولة السورية الجديدة.

ومع تصاعد وتيرة المظاهرات والاشتباكات بين السوريين في عدد من العواصم الأوروبية، تبرز مؤشرات متزايدة على وجود تنسيق منظّم يُدار من داخل هذه السفارات، التي تحوّلت إلى مراكز لتأجيج الفتن وتنفيذ أجندات أمنية تخدم بقايا النظام.

وقد لوحظ خلال الأيام الماضية أن المظاهرات التي خرجت في هولندا وفرنسا وألمانيا تحمل طابعًا تنظيميًا مألوفًا، يذكّر بأساليب تنظيم المظاهرات المؤيدة للنظام السوري قبل سقوطه. فالشعارات، والأساليب، وطريقة الحشد والترويج الإعلامي، جميعها تحمل بصمة أمنية واضحة تُدار من خلف الكواليس.

ويؤكد مطّلعون أن هذه السفارات ما تزال تحتفظ ببنية أمنية متماسكة، تضم سفراء تابعين للنظام، وضباطًا يعملون تحت مسميات مثل "مكتب أمن قنصلي" و"ملحق عسكري". 

الأخطر من ذلك، أن بعض الأشخاص داخل هذه السفارات يملكون قدرات تنظيمية عالية وشبكات علاقات إعلامية واسعة، وما زالوا يشغلون مناصبهم حتى اليوم دون أي إجراء رسمي بحقهم، رغم خطورة أدوارهم في توجيه الرأي العام وتشويه صورة الإدارة الجديدة.



وفي سياق متصل، لوحظ خلال مظاهرات هولندا وألمانيا وجود عدد كبير من الأتراك العلويين ومن العراقيين المؤيدين لميليشيات الحشد الشعبي، وقد شارك بعضهم في الاعتداء الجسدي والتشبيح ضد السوريين الذين تظاهروا دعمًا للدولة السورية الجديدة، ما يكشف عن مستوى التنسيق العابر للحدود الذي يُدار من خلف الستار ويستهدف استقرار الجاليات السورية وتشويه سوريا الجديدة.

ما يجري اليوم يُعدّ كارثة سياسية وأمنية حقيقية تتطلب تحركًا عاجلًا من وزارة الخارجية والمغتربين السورية، التي تتحمّل كامل المسؤولية عمّا يحدث من اضطرابات واستقطاب حاد بين السوريين في دول الاتحاد الأوروبي. فالصمت على استمرار هذه السفارات كأذرع أمنية للنظام الساقط يهدد استقرار الجاليات السورية في الخارج، ويمنح فلول الأسد فرصة جديدة لإعادة تصدير روايتهم عبر أدواتهم القديمة.

لقد آن الأوان لإعادة النظر جذريًا في تركيبة هذه البعثات الدبلوماسية، وتفكيك شبكات النفوذ الأمني داخلها، قبل أن تتحوّل إلى أدوات نشطة في خلق الفوضى وتعطيل مسار السوريين نحو التغيير الحقيقي.

فما حدث بالأمس وما يحدث اليوم من مظاهرات في أوروبا، والخطاب الموجّه ضد الدولة السورية الجديدة الذي أغرق وسائل الإعلام، يثير مفارقة خطيرة: المحرّك لكل ذلك ينطلق من داخل السفارات!

زمان الوصل
(11)    هل أعجبتك المقالة (9)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي