أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

من حضن الأسد إلى استوديو بي بي سي!

تكرر استضافة قناة "بي بي سي" لشخصيات تُقدَّم تحت مسمى "ناشط حقوقي" دون أن يكونوا من أصحاب الاختصاص أو حتى محايدين. 

فقد استضافت القناة "مخرج الأسد" جود سعيد، وقدمته على أنه "أكاديمي وناشط حقوقي"، للحديث عن الوضع الدقيق الذي تمر به سوريا.

جود سعيد أخرج عدة أفلام صُوِّر بعضها على أنقاض البيوت التي دمّرها النظام فوق رؤوس أصحابها، كما في حي بابا عمرو بحمص، ومن بين هذه الأفلام فيلم "انتظار الخريف". 

وقد تحدث بعض العاملين في الفيلم عن مشاهدتهم جثثًا متحللة بين الأنقاض أثناء التصوير، لكن المخرج لم يُعر الأمر اهتمامًا واستمر في عمله.

وقد كرر المخرج التجربة في فيلمه "مطر حمص"، الذي صُوّر أيضًا فوق الأنقاض والعذابات.

أما في فيلمه "نجمة الصبح"، فقد أدخل جود سعيد الطائفية إلى السينما تحت غطاء "الإبداع الفني"، حيث قسّم الناس إلى "سنّة وعلويين". فالسنّة، بحسب الفيلم، خارجون عن القانون، يختطفون النساء والأطفال، ويعذبونهم ويصلبونهم كما صُلب المسيح، ثم يُعيدونهم بعد دفع الفدية. أما العلويون، فهم المظلومون، تُستهدف نساؤهم ويُختطفن، دون أي إشارة في الفيلم إلى مسؤولية النظام وجرائمه بحق السوريين.

ولم تقتصر اختيارات "بي بي سي" على جود سعيد فقط، بل امتدت إلى استضافة الدكتورة مي سليمان، التي طالبت بحرق بانياس عبر منشور على فيسبوك عام 2013 (ولدينا صورة أرشيفية منه) بقولها: "خلي الصوت يشعل بانياس نار.. الله وسورية وبشار"، إلى جانب منشورات تحريضية أخرى ساهمت في تأجيج العنف وأحداث مجزرة بانياس وغيرها. 

كما لا يمكن تجاهل زوجها فادي شاهين وعلاقاته المعروفة بميليشيات النظام الساقط.

ورغم كل ذلك، تعتبر قناة عريقة مثل "بي بي سي" كلًا من جود سعيد ومي سليمان "شهودًا على الحقيقة"، وتمنحهما صفات حقوقية ومهنية لا تمتّ للواقع بصلة.

الحسين الشيشكلي - زمان الوصل
(10)    هل أعجبتك المقالة (11)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي