أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مجزرة الساحل السوري: مسؤوليات متعددة وضحايا من كافة الأطياف

شاركت بعض الفصائل غير المنضبطة في أعمال قتل ميدانية - رويترز

نعم، ما جرى في الساحل السوري يُعد انتهاكاً فظيعاً بحق المدنيين، حيث طال القتل الأبرياء من مختلف الطوائف، سواء من العلويين أو السنة. ما حدث يعيد إلى الأذهان الجرائم التي ارتُكبت خلال السنوات الماضية، ويستحضر مشاعر الألم التي خلّفها النظام السابق طيلة 14 عامًا.

أولاً: مسؤولية الحكومة السورية
تتحمل الحكومة السورية جزءًا كبيرًا من المسؤولية الأخلاقية، كونها الجهة الضامنة للسلم الأهلي. ورغم قناعتنا بعدم صدور أي أوامر قيادية مباشرة بقتل المدنيين، إلا أن غياب السيطرة الكافية يضعها في موضع محاسبة معنوية واضحة.

ثانيًا: مسؤولية فلول نظام الأسد
الشق الأكبر من المسؤولية الجنائية يقع على عاتق فلول نظام الأسد، الذين ارتكبوا مجازر موثقة، بعضها اعترفوا به عبر تسجيلات صوتية ومرئية. من بينها فيديو للمجرم مقداد فتحية، الذي توعد صراحة بـ"الانتقام من حاضنة النظام السابق"، كما أسماها.

"زمان الوصل" قامت بمقارنة عشرات الصور التي أظهرت عناصر تلك الفلول وهم يرتدون زي الأمن العام بكافة تفاصيله، وهو ما يؤكد ضلوعهم في هذه الجرائم لتوريط الأمن العام.



ثالثًا: فصائل غير منضبطة ومسلحون قدموا "فزعة"
شاركت بعض الفصائل غير المنضبطة في أعمال قتل ميدانية شملت إعدامات لعناصر الفلول بعد أسرهم وتجريدهم من السلاح، إضافة إلى قتل مدنيين (من الرجال تحديدًا، دون توفر أدلة موثقة عن قتل نساء أو أطفال حتى الآن).

هذه الانتهاكات تمت بشكل مباشر، بعيدًا عن مجرد العثور على جثث؛ بل هناك دلائل تؤكد مسؤولية هذه الجهات عن القتل.

ولا يمكن إغفال ما حدث على الطرق العامة بين طرطوس واللاذقية، حيث تم إيقاف سيارات المدنيين وقتلهم ميدانيًا، وهي جرائم اعترفت بها تلك الفلول في أكثر من مناسبة.

في الختام
لابد من التمسك بالدولة السورية، ودعم لجنة تقصي الحقائق الوطنية، والعمل الجاد لحماية السلم الأهلي. فالشعب السوري ما زال يعاني من إرث القتل تحت التعذيب، والموت تحت القصف والحرق الذي مارسه نظام الأسد وميليشياته على مدى أكثر من عقد.

إن أي تدخل خارجي لن يصب في مصلحة الشعب، بل سيخدم أجندات دولية وجماعات عابرة للحدود.

أما روسيا، فهي تلعب على الحبال، تارة تساند الحكومة، وتارة تغازل الفلول، بشهادات وثقتها "زمان الوصل".

وأخيرًا، لم يرد حتى الآن ما يُثبت وقوع أي عمليات اغتصاب، وكل ما يُشاع بهذا الخصوص لا يستند إلى أي أدلة موثوقة.

لا ننسى الهجمة الإلكترونية المموّلة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تهدف إلى إثارة فتنة مركّبة في سوريا، عبر دعمها بصور مفبركة لمجازر ارتكبها النظام منذ سنوات، وإعادة نشرها على أنها تعود إلى مجزرة الساحل.

الحسين الشيشكلي - زمان الوصل
(12)    هل أعجبتك المقالة (12)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي