في واحدة من أكبر عمليات التوثيق لضحايا التعذيب في سوريا، تمكن فريقنا من الحصول على صور وثائق رسمية من داخل الأفرع الأمنية في دمشق، بعد سقوط النظام.
تم تصوير آلاف الصفحات التي تتضمن أسماء المعتقلين الذين قضوا تحت التعذيب أو نتيجة الإهمال الطبي ما بين عامي 2011 و2017، ومن ثم تمت إعادة كتابتها وتصنيفها ضمن قاعدة بيانات شاملة تضم أكثر من 15,000 اسم.
هذه الوثائق تكشف جانباً مرعباً من آلة القتل التي استخدمها النظام السوري ضد معارضيه ومعتقليه. الضحايا الذين تم توثيقهم ينحدرون من مختلف المدن والقرى السورية، ومن كافة الفئات العمرية، حيث تشمل القوائم أطفالًا ومراهقين وشبابًا وشيوخًا.
تُظهر البيانات أن شريحة واسعة من الضحايا هم من فئة الشباب، ما يؤكد أن النظام استهدف جيلًا كاملًا من السوريين.
وتؤكد المعلومات التي جمعناها أن معظم الجثث لم تُسلّم إلى ذويها، بل تم دفنها بشكل سري في مقابر جماعية، غالبًا في مناطق معزولة تحت إشراف مباشر من الأجهزة الأمنية والعسكرية، ما يُعد جريمة موثقة تضاف إلى سلسلة الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها النظام السوري.
قاعدة البيانات هذه لا تحمل فقط أسماء، بل تمثل ذاكرة وطنية وصرخة للعدالة. وهي وثيقة حية يمكن أن تُستخدم مستقبلاً في محاكمات وملاحقات دولية ضد مرتكبي هذه الانتهاكات المروعة.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية