تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمشاريع الصارخة ضد الدولة لا تقلق السوريين، فالخطر الحقيقي لا يكمن هنا؛ بل في المشاريع الصامتة، مثل تسلل البعثيين إلى مفاصل الدولة بصمت، بالإضافة إلى داعمي مشاريع السلام دون مقابل مع دولة الاحتلال.
*سلام الجولان!
محمد عناد سليمان هو أحد الأسماء التي ارتبطت بمشروع السلام مع إسرائيل عام 2017، حيث كان جزءًا من لجنة تحضيرية أسست لهذا المشروع بالتعاون مع شخصيات أخرى، أبرزها صديقه المقرب عصام زيتون. في ذلك الوقت، أثار المشروع جدلًا واسعًا، خاصة في أوساط أبناء الجولان الذين استنكروا الفكرة ورفضوها بشكل قاطع. وقد تم توثيق هذه الأحداث عبر بيان صادر عن أبناء الجولان، عبّروا فيه عن رفضهم التام لأي مشروع يتعارض مع مصالحهم الوطنية ويقترب من التطبيع مع إسرائيل.
*ما هي مبادرة 2017؟
مبادرة 2017، التي تُعرف باسم "سلام الجولان"، كانت جزءًا من خطة شاملة. تألفت اللجنة التحضيرية للمبادرة من ثلاثة أعضاء رئيسيين: محمد عناد سليمان (فرنسا)، وخالد الحسين (هولندا)، وعصام زيتون (ألمانيا).
أبرز نقاط المبادرة شملت:
1. الاعتراف بدولة إسرائيل على حدود 4 حزيران 1967.
2. فصل قضية الشعب السوري عن القضايا الإقليمية الأخرى.
3. الموافقة على استمرار السيطرة العسكرية والأمنية الإسرائيلية على مرتفعات الجولان ضمن خطة زمنية محددة.
4. فتح شريان إغاثي وممر للبضائع والمسافرين عبر الموانئ والأراضي الإسرائيلية.
5. وضع الجولان تحت حماية دولية منفصلا عن بلده الأم.
هذه النقاط أثارت جدلًا واسعًا ورفضًا شديدًا من قبل العديد من السوريين، خاصة أبناء الجولان، الذين رأوا فيها محاولة لتكريس الاحتلال الإسرائيلي وتجاهل حقوق الشعب السوري الوطنية.

*العودة إلى سوريا والبدء من جديد
مع بداية التحرير، عاد سليمان إلى سوريا بحفل استقبال مُعدّ مسبقًا، وجال كزائر وناصح بين درعا والسويداء والقنيطرة، حيث حاول إعادة بناء علاقاته مع المجتمع المحلي.
بعد عودته إلى القنيطرة، عمل سليمان على تشكيل ثلاث فرق تطوعية، وهي خطوة تبدو في ظاهرها إيجابية وتهدف إلى خدمة المجتمع. إلا أن هذه الخطوة أثارت تساؤلات حول الأهداف الحقيقية وراءها، خاصة في ظل تاريخه المرتبط بمشروع السلام مع إسرائيل.
يعتقد بعض المراقبين أن هذه الفرق التطوعية قد تكون محاولة لبناء قاعدة شعبية تدعم أجندته السياسية أو مشاريعه المستقبلية.
من خلال لقاءاته المتكررة مع المسؤولين المحليين منهم محافظ ريف دمشق عامر الشيخ، وقيادات أمنية؛ يبدو أن سليمان يحاول تعزيز نفوذه في المنطقة، مما يثير مخاوف من أن تكون هذه الخطوات مقدمة لمحاولات أخرى لتمرير مشاريع مرتبطة بدولة الاحتلال، خاصة تلك المتعلقة بموضوع التطبيع مع إسرائيل.
ويبقى السؤال: ما هو الموقف الرسمي من هذه التحركات؟
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية