أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مقتل عناصر أمن وطفل بانفجارات ألغام في البادية السورية

أرشيف

لا تزال مخلفات الحرب في سوريا تحصد أرواح المدنيين والعسكريين على حد سواء، رغم مرور سنوات على انحسار المعارك. ففي مشهد دموي يتكرر، قُتل ستة عناصر من جهاز الأمن العام التابع لوزارة الداخلية السورية، يوم الإثنين، جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب أثناء قيامهم بعملية تفكيك ألغام في بادية محافظة حمص الشرقية، وسط البلاد. وفي حادث آخر، قُتل طفل بانفجار مماثل في دير الزور، ما يسلط الضوء على الخطر المستمر الذي تهدد به هذه الألغام حياة السكان وعمال تفكيك المتفجرات.

وأسفر الانفجار عن مقتل كل من "جمال الأسعد السعيد، وعلي الشحادة، ومحمد الشحادة، وطراد العقلة الخالدي، وأحمد المزوع الخالدي، ويوسف الخليف الخالدي"، حيث كانوا يعملون ضمن فريق إزالة الألغام في محاولة لتأمين المنطقة من مخلفات الحرب، قبل أن يتحولوا هم أنفسهم إلى ضحايا لهذا الخطر القاتل.

وفي سياق متصل، شهدت بلدة "عياش" غرب دير الزور مأساة أخرى، حيث قُتل الطفل "أسمر سالم العبدالله" إثر انفجار لغم أرضي يُعتقد أنه من مخلفات الميليشيات الإيرانية التي كانت تتمركز في المنطقة خلال السنوات الماضية.

وتشكل الألغام غير المنفجرة في البادية السورية أحد أخطر التحديات التي تواجه السكان وعمال إزالة المتفجرات. فبينما تُبذل جهود مستمرة لتطهير المناطق المأهولة من هذا الخطر، لا تزال آلاف الألغام والعبوات الناسفة منتشرة في الأراضي الوعرة، ما يجعلها فخاخًا مميتة لكل من يمر عبرها.

ويتهم ناشطون عسكريون سابقون في فرق الهندسة التابعة للنظام السوري السابق بزرع هذه الألغام خلال سنوات الحرب، سواءً لتأمين مواقعهم أو لمنع تقدم الفصائل المعارضة سابقاً، ما أدى إلى خلق شبكات واسعة من المتفجرات في المناطق التي شهدت معارك طاحنة. 

واليوم، يدفع المدنيون وعناصر الفرق الهندسية فاتورة هذا الإرث الدموي، حيث تحولت البادية السورية إلى ساحة موت صامتة لا تميز بين مقاتل وطفل أو مزارع.

وعلى الرغم من جهود مؤسسة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) وفرق الهندسة في الحكومة السورية الجديدة لتفكيك الألغام وتأمين المناطق السكنية، لا تزال الجهود غير كافية أمام الحجم الكبير للمخلفات الحربية المنتشرة في مختلف المحافظات، من أرياف إدلب وحماة وحمص ودي الزور إلى ريف دمشق ودرعا. 

ويطالب الأهالي بمضاعفة العمل على إزالة الألغام، إضافة إلى تقديم دعم أكبر لضحايا هذه المتفجرات التي ما زالت تحصد الأرواح دون تمييز.

زمان الوصل
(9)    هل أعجبتك المقالة (14)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي