أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بيان للمشايخ وجهود لتهدئة التوتر في "جرمانا" وسط تهديدات إسرائيلية

ساحة السيوف في جرمانا

تشهد مدينة "جرمانا"، الواقعة في ريف دمشق، توتراً أمنياً متصاعداً إثر حادثة استهداف عناصر من وزارة الدفاع السورية أثناء محاولتهم دخول المدينة، ما أسفر عن سقوط قتيل وإصابة آخر، وسط تصعيد في المواقف السياسية والعسكرية.

يأتي ذلك في ظل تصريحات إسرائيلية مباشرة تهدد بالتدخل لحماية الطائفة الدرزية، متهمة النظام السوري الجديد بتهديد أمنهم.

وفقاً لما أعلنه مدير مديرية أمن ريف دمشق، المقدم "حسام الطحان"، فإن مجموعة من عناصر وزارة الدفاع السورية تعرضوا للإيقاف عند حاجز يتبع لما يُعرف بـ"درع جرمانا"، حيث تم منعهم من الدخول بسلاحهم.

وبعد تسليم أسلحتهم، تعرضوا للضرب والإهانة، قبل أن يتم استهداف سيارتهم بإطلاق نار مباشر، ما أسفر عن مقتل أحد العناصر على الفور وإصابة آخر، الذي تم أسره لاحقاً من قبل عناصر الحاجز.

وأعقب ذلك هجوم على قسم الشرطة في المدينة، حيث تم طرد عناصره وسط إطلاق شتائم وسلب أسلحتهم.

ورغم إنكار "درع جرمانا" في البداية احتجاز العنصر المصاب، إلا أنه تم تسليمه لاحقاً بعد تدخل الوجهاء.

وأشار "الطحان" إلى أن الجهود مستمرة لملاحقة المتورطين بالتعاون مع وجهاء المدينة، مؤكداً أن السلطات لن تسمح لأي جهة بالتعدي على وحدة سوريا، مع التأكيد على أن المشكلة تقتصر على الأفراد المتورطين في الحادثة، وليس مع المكون الاجتماعي في "جرمانا".

*الموقف الإسرائيلي من الأحداث
في تطور لافت، صرّح وزير الحرب الإسرائيلي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الحرب "يوآف كاتس" أوعزا للجيش الإسرائيلي بالاستعداد "للدفاع عن بلدة جرمانا"، محذراً مما أسماه "النظام الإرهابي الإسلامي في سوريا" من استهداف الطائفة الدرزية.

كما أضاف أن "أي استهداف جديد للدروز من قبل النظام السوري سيواجه برد إسرائيلي مباشر".

*بيان مشايخ "جرمانا" وردود الفعل المحلية
على وقع التصعيد، أصدر مشايخ ووجهاء مدينة "جرمانا" بياناً أكدوا فيه استنكارهم للحادثة، واصفين منفذي الهجوم بأنهم "مجموعة غوغائية غير منضبطة لا تنتمي إلى العادات والتقاليد المعروفية".

وأعرب البيان عن الحزن على وفاة "أحمد ديب الخطيب"، الذي اعتبره المجتمعون أحد أبناء المدينة، متعهدين بعدم التساهل في كشف ملابسات الحادثة، وتسليم المسؤولين عنها إلى العدالة، مشددين على أن هذه التصرفات الفردية لن تؤثر على العلاقات التاريخية بين جرمانا وجوارها في دمشق والغوطة.

كما خرج البيان بعدة قرارات، أبرزها: رفع الغطاء عن جميع المسيئين والخارجين عن القانون، وتسليم المتورطين في الحادثة للجهات المختصة، والعمل على إعادة تفعيل مركز ناحية "جرمانا" بسرعة، مع توفير الكفاءات المناسبة لإدارته.

كما أكد البيان على أن "جرمانا" كانت وستظل جزءاً من دمشق وغوطتها، مع رفض أي محاولة لبث الفتنة والتفرقة.

وطالب الموقعون على البيان بمحاسبة جميع الأفراد أو الجهات التي تسعى إلى تأجيج الخلافات أو خدمة أجندات معادية، كما دعا لفتح تحقيق رسمي في حادثة قسم شرطة "الصالحية"، وما رافقها من إطلاق نار وإصابات.

وختم البيان بالتشديد على أن "جرمانا"، التي طالما عُرفت بأنها "سوريا الصغرى" ومدينة السلم الأهلي والعيش المشترك، ستواصل فعالياتها الاجتماعية والروحية جهودها للحفاظ على هذا الطابع.

ويبقى المشهد في "جرمانا" مفتوحاً على احتمالات عدة، وسط حالة من الغموض حول مآلات التصعيد بين مختلف الأطراف. وبينما تستمر الجهود المحلية لاحتواء الأزمة، يبقى التهديد الإسرائيلي بالتدخل عاملاً إضافياً يزيد من تعقيد الأوضاع في سوريا، التي ما زالت تشهد أزمات متشابكة على مختلف المستويات.

زمان الوصل
(22)    هل أعجبتك المقالة (14)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي