أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الإنترنت بدمشق وريفها.. خدمة سيئة ومُكلِفة، وشركات ناشئة تنتظر الترخيص

لم يعد الانترنت خدمة تواصل فقط بل باتت تعتمد عليه الكثير من الأعمال لا سيما الموظفون عن بُعد، ناهيك عن خدمات الترويج والأرشفة وغيرها.

وتعاني محافظة ريف دمشق من تراجع خدمة الاتصالات لا سيما شبكات الانترنت المتوفرة ببعض المناطق عبر خدمة ADSL والتي تعتمد على أسلاك الهاتف النحاسية التقليدية التي تستخدم في خطوط الهواتف الأرضية وهي قديمة وكثيرة الأعطال.

كما توفر شبكات الاتصال " MTNوسيريتل"، خدمة إنترنت على شبكات 3G و4G، إلا أن أسعار باقات الاشتراك مرتفعة الثمن، وتتأثر سرعاتها بحجم الضغط على الشبكة فتضعف في الازدحام.

خدمة مكلفة

محمد طاهر، مهندس معلوماتية يقيم في مدينة داريا ويعمل مع شركة برمجيات سعودية عبر الانترنت. يضطر محمد لدفع ما لا يقل عن 40 دولاراً أمريكياً ثمناً لباقات إنترنت عبر شبكات الجوال.

يقول محمد لـ "اقتصاد"، إن عمله يعتمد على تواجده لما لا يقل عن 7 ساعات عبر الانترنت وتحتاج البرامج والملفات التي يعمل عليها لسرعة إنترنت قد توفّر عليه نصف الساعات التي يعملها، إلا أنها غير متوفرة.

وأوضح محمد أنه لم يشترك بخدمة ADSL رغم انخفاض تكلفتها لأقل من النصف، إلا أنها تعاني من انقطاعات متكررة.

عمر جلال، مدرّس مادة لمادة الكيمياء يُعطي دروساً لطلاب مغتربين وهو من سكان منطقة اللوان بدمشق، قال لـ "اقتصاد"، إنه مضطر لتسجيل معظم الدروس عبر رسائل واتساب بسبب ضغف سرعة الإنترنت.

ويشير إلى أنه من الأفضل لدروس "أون لاين" أن تكون تفاعلية وعبر تواصل مباشر مع الطلبة إلا أن خدمة الإنترنت لا تساعده؛ وهو ما دفع عدداً من الطلاب للاستغناء عن دروسه.

خدمة إنترنت لاسلكي الـ WiFi

يمتلك "شادي" شركة لتزويد خدمة الإنترنت الفضائي في لبنان، وانتقل مؤخراً إلى مدينته داريا بريف دمشق لافتتاح فرع آخر لشركته.

قال شادي لـ "اقتصاد" إنه تقدم لوزارة الاتصالات بكافة الإجراءات المطلوبة لترخيص الشركة، موضحاً أنه تلقى موافقة شفهية مكنته من إطلاق إعلان لاستقطاب المشتركين.

يوضح شادي أن الإقبال الجيد دفعه للبدء بتوصيل الصحون والكابلات تمهيداً لتزويدها بخدمة الإنترنت.

عقبات ومشاكل

إلا أن أبرز العقبات التي تواجه شادي، هي التكلفة الإضافية للكابلات التي سيضطر لجرها من هيئة الاتصالات العامة وهي المزود الوحيد لخدمة الإنترنت، بعد الحصول على الترخيص.

وسعى بعض مزودي خدمة الإنترنت لتقديم خدماتهم عبر إنترنت "ستارلينك"، وهي أقل تكلفة للاشتراك وتقدّم سرعات عالية؛ الأمر الذي أثّر على إعلان شركات مزوّدي الإنترنت الذين ما زلوا ينتظرون التصاريح وتمديد كابلاتهم لتقديم الخدمة للمشتركين.

وبحسب شادي فإن ما يجري هو مخالف لما أعلنت عنه وزارة الاتصالات بمنع الـ "ستارلينك"، وخصوصاً بالمناطق التي تصل إليها خدمات هيئة الاتصالات، إلا أن هذه المخالفات لا تزال قائمة.

أسعار الاشتراك

لم يتمكن شادي من تحديد أسعار الخدمة التي سيقدمها للمشتركين وذلك بسبب عدم معرفته بسعر الاشتراك الذي سيدفعه لهيئة الاتصالات والتكلفة المجملة التي من الممكن أن يصل إليها وعدد المشتركين النهائي.

وبشكل تقريبي فقد حددت بعض شركات الإنترنت التي لا تزال في طور التأسيس، بأنها ستقدم سرعات تبدأ من 2 ميغابت، وتصل إلى 16 ميغابت، وبسعة تحميل تبدأ من 50 غيغابايت، وتصل إلى 300 غيغابايت، على أن تبدأ أسعار الاشتراك من 35000 شهرياً، وتزيد بحسب حجم باقة التحميل والسرعة.

هيئة الاتصالات تصرّح لـ "اقتصاد"

نور عرّاط، مديرة التراخيص بالهيئة الناظمة للاتصالات والبريد، قالت في حديث خاص لـ "اقتصاد"، إن الهيئة منحت حتى الآن أكثر من 20 ترخيصاً لمزودي خدمة الإنترنت باستخدام تقنية WiFi – Outdoor، موضحة أن هناك أكثر من 200 طلب تقدم للترخيص، ولا تزال عملية تقييم الشركات مستمرة.

أما بالنسبة لتراخيص الإنترنت باستخدام شبكات الـ FTTx فإن باب الترخيص لم يفتتح حتى الآن وبانتظار الانتهاء من مشروع نظام الترخيص الذي سيكون المرجع في منحها.

وبحسب عرّاط، فإن وزارة الاتصالات لن تُلزم الشركات بأسعار محددة، فالسوق سيكون سوقاً تنافسياً تاماً، إلا في الحالات التي تؤدي إلى إخلال بالمنافسة.

وأوضحت أن خدمة "ستارلينك" ستكون متاحة ولكنها تحتاج إلى ترخيص ويمكن الحصول عليه في حال الوفاء ببعض المتطلبات الفنية والتنظيمية التي ستعلن عنها وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات قريباً، ولكن الشرط الأساسي سيكون تقديم الخدمة بالمناطق النائية والتي لا يوجد فيها وصول لشبكات الإنترنت.

وبحسب عرّاط فإنه لن يُسمح لشركتي MTN وسيريتل، بتقديم خدمات الإنترنت، وذلك حرصاً على توفير بيئة تنافسية متكافئة بين الشركات.

توضيح: خدمة "Wi-Fi Outdoor" شبكة إنترنت لاسلكية مخصصة للأماكن المفتوحة، حيث لا تحتاج إلى خط هاتف ثابت، وتعتمد على نقاط وصول لاسلكية متصلة بشبكة الإنترنت المحلية، مما يسمح بتوفير الاتصال في المناطق التي تفتقر إلى خدمات الإنترنت التقليدية مثل ADSL، وغالباً ما تُستخدم هذه الخدمة في المناطق التي تعاني من نقص في البنية التحتية للإنترنت.

"ستارلينك" هي خدمة إنترنت فضائي تعتمد على الأقمار الصناعية لتوفير الاتصال بالإنترنت في المناطق النائية أو التي يصعب الوصول إليها عبر الشبكات الأرضية، وتتطلب الخدمة أجهزة استقبال خاصة تتصل بالأقمار الصناعية مباشرة.



 



 



اقتصاد - أحد مشاريع "زمان الوصل"
(8)    هل أعجبتك المقالة (9)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي