تأخير تجديد جوازات السفر في قنصلية... ماذا يجري؟

تصاعدت حالة من الاستياء بين أفراد الجالية السورية في الإمارات بسبب تأخير تجديد جوازات السفر في القنصلية السورية بدبي، رغم دفعهم رسومًا مرتفعة تصل إلى 800 دولار (2940 درهم إماراتي) لقاء خدمة التجديد المستعجل.

في 18 فبراير، توجه أحد المواطنين السوريين برفقة صديق له إلى القنصلية السورية في دبي لتقديم طلب تجديد جواز السفر المستعجل، ولاحظ تحسنًا ملحوظًا في معاملة الموظفين مقارنة بالفترات السابقة. إلا أن الأمور سرعان ما أخذت منحى آخر عندما حان موعد استلام الجواز الجديد يوم الجمعة 21 فبراير، إذ تفاجأ المراجعون برفض القنصلية تسليم الجوازات بسبب عدم حصولها على إذن الطباعة من دمشق.

أكد المراجعون أن تأخير تجديد الجوازات يضعهم في مواقف قانونية حرجة، حيث يشترط النظام الإلكتروني الخاص بتجديد الإقامات في الإمارات وجود جواز سفر ساري المفعول. وأدى هذا التعطيل إلى تهديد الكثيرين بمخالفات إقامة، إضافة إلى توقف حساباتهم البنكية وتعطيل إجراءاتهم الرسمية.

عند مراجعة القنصلية للاستفسار عن السبب، أفاد الموظفون بأن التأخير خارج عن إرادتهم وأن القرار صادر عن وزارة الداخلية في دمشق. وعند محاولة تقديم شكوى رسمية، طُلب من المراجعين التواصل عبر صفحة القنصلية على "فيسبوك"، لكن التعليقات والاعتراضات التي نشرها المتضررون تم حذفها، ما أثار استياءهم من غياب آلية واضحة لتقديم الشكاوى.

أثار الموقف تساؤلات عديدة بين أفراد الجالية حول أسباب هذا التأخير، وإن كان ناجمًا عن إجراءات مركزية من دمشق أم عن سوء إدارة في القنصلية ذاتها. كما تساءل البعض عن مدى قانونية تحصيل رسوم خدمة مستعجلة دون تقديمها في الوقت المحدد، وما إذا كان الأمر يتعلق بالفساد الإداري أو تقصير متعمد يهدف إلى إثارة استياء الجالية ضد الحكومة.

في ظل هذه المعاناة، يطالب السوريون في الإمارات وزارة الداخلية في دمشق والقنصلية في دبي بتقديم توضيح رسمي حول أسباب التأخير، وإيجاد حل سريع لضمان تسليم الجوازات وفق المواعيد المحددة، خصوصًا للمحتاجين لخدمة التجديد المستعجل.