اعتبرت صحيفة "الشرق الأوسط" الدولية، أن استئناف تدفق النفط الخام من مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية -"قسد"- شمال شرق سوريا إلى مناطق الداخل السوري، بعد توقفه منذ سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول الماضي، هو مؤشر على قرب حصول انفراج في الوضع الاقتصادي والسياسي.
وكانت وسائل إعلام رسمية أعلنت أمس، أنه بموجب اتفاق مبدئي حول النفط بين "قسد" والحكومة السورية، تم استئناف إرسال عشرات صهاريج النفط الخام من محطة تل عدس، بريف المالكية، باتجاه مصافي التكرير في حمص وبانياس. وأن التصدير سيكون بمعدل يومي يتجاوز 5 آلاف برميل من النفط الخام، إلا أن ذلك يسد جزءاً من احتياج مناطق سيطرة دمشق من النفط، ويقدر بأكثر من خمسة ملايين برميل شهرياً.
وأفادت الصحيفة أن استئناف تدفق النفط من شمال شرقي البلاد إلى داخلها، يأتي في وقت تجري فيه مفاوضات سياسية بين دمشق و"قسد" لتجنب القتال وانضمام عناصر "قسد" للجيش السوري، والمشاركة في إدارة البلاد ضمن سوريا موحدة.
وتواجه الحكومة السورية صعوبة في استيراد النفط عبر وسطاء محليين، إذ لم يتقدم أحد من كبار المستوردين للحصول على المناقصات التي طرحتها بسبب استمرار العقوبات والمخاطر المالية، وفق ما ذكرت "رويترز" في وقت سابق.
ويبلغ إنتاج النفط الحالي في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية نحو 10 آلاف برميل يومياً، بينما تبلغ الحاجة الفعلية أكثر من 200 ألف برميل في اليوم.
وتسيطر "قوات سوريا الديمقراطية" حالياً على معظم المواقع الإنتاجية للنفط السوري بدعم أمريكي، حيث تشرف الولايات المتحدة عملياً، على أكبر حقلين في محافظة دير الزور. وتسيطر "قسد" على حقول رميلان في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، بينما لم يكن نظام بشار الأسد مسيطراً إلا على بعض الحقول الصغيرة، قليلة الإنتاج في ريف حمص الشرقي ومحافظة دير الزور.
ويعتبر حقل العمر أكبر الحقول في محافظة دير الزور، ويقع على بُعد 15 كيلومتراً شرق بلدة البصيرة، وكان ينتج 80 ألف برميل يومياً قبل 2011، يليه حقلا التيم والورد المتوسطان، وكانا ينتجان 50 ألف برميل يومياً لكل منهما، ثم حقل التنك الواقع في بادية الشعيطات بريف دير الزور الشرقي، وكان ينتج 40 ألف برميل.
وفيما يُعتبر حقل الرميلان في محافظة الحسكة واحداً من أقدم حقول النفط في سوريا، يُقدّر خبراء عدد الآبار النفطية التابعة له بـ1322 بئراً، وكان ينتج 90 ألف برميل يومياً، إلى جانب حقول أخرى في محافظة الحسكة، كحقول الشدادي والجبسة والهول، وأصغرها حقل اليوسفية.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية