أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رحيل الأديبة والشاعرة السورية "مها بيرقدار الخال"

توفيت في بيروت أمس السبت الفنانة والشاعرة السورية "مها بيرقدار الخال" عن عمر ناهز الـ 78 عاماً تاركة إرثًا أدبيا وفنيا سيظل حاضرا في القلوب والذاكرة. بعد أن خطت مسيرة ممتدة تميزت بالتجدد والتنوع في حقول فنية وثقافية متنوعة.

ونعت الممثلة "ورد الخال" رحيل والدتها بكلمات مؤثرة على حسابها في "فيسبوك" حيث كتبت: "أم الورد، راحت وأخذت معها العطر واللون، وتركت الندى الذي كان غافياً على خدها... أمي، أميرتي الحبيبة النائمة، إلى اللقاء... يا رب ارحم روحها" كما أرفقت ورد المنشور بصورة لوالدتها وهي تقرأ كتاباً.

كما ودعها ابنها الممثل "يوسف الخال" بصورة نشرها على حسابه قال فيها: "الحب.. رحلت".

ونعى اتحاد الكتّاب اللبنانيين عضو هيئته العامة الشاعرة والفنانة "مها بيرقدار الخال"، وجاء في بيان النعي: "الشاعرة والفنانة مها بيرقدار الخال تسدل الستار بعد حياة مليئة بالإبداع إلى جانب رفيق دربها الشاعر الراحل يوسف الخال.

وأضاف الاتحاد في نعيه: "بالألوان والريشة شقَّت طريقها بين دمشق وبيروت، ثم مواكبة للحداثة الشعرية التي انطلقت شرارتها من لبنان إلى المحيط العربي، مع شعراء مجلة شعر، وفي طليعتهم الراحل يوسف الخال".

ملكة جمال سوريا
وولدت "مها بيرقدار الخال" في مدينة دمشق 1947 ووالدها المقدم محمد خير بيرقدار صاحب شخصية صلبة (كان ضابطًا في الشرطة السورية، مثقفاً، يهوى الرسم ويمارسه، ووالدتها السيدة نظميّة الأمين -ربّة منزل تملك موهبة الرسم أيضًا-.

وتخرّجت في مركز الفنون التشكيلية فيها عام 1967، ثم حصلت على دبلوم إدارة أعمال من كلية الترجمة العليا في مدينة ميونيخ الألمانية عام 1979.

كما حازت الجنسية اللبنانية بعد زواجها من الشاعر اللبناني يوسف الخال في عام 1970. وعملت في الصحافة كاتبةً ورسّامة، كما عملت معدّة ومقدّمة برامج تلفزيونية وإذاعية في دمشق.

وانتخبت عام 1967 ملكة جمال سوريا، ونالت جائزة أفضل أديبة عربية من مهرجان الأديبات العربيات في سوريا، وفي عام 2004 منحها الرئيس اللبناني إميل لحود وسام الاستحقاق.

وعلى مدار مسيرتها، كتبت مسلسلات عرضت على الشاشة الصغيرة وهي: الطائر المكسور (2008) ومسلسل نقطة حب (2010) بالإضافة إلى ذلك، كتبت مجموعة أغاني للأطفال وأغاني دينية. أصدرت عدة دواوين شعرية، من بينها "عشبة الملح والصمت".

وكتبت أغنية " الأكورايوم" التي غنتها السيدة "ماجدة الرومي" ضمن ألبومها المخصص للأطفال، بالإضافة إلى أغنية ابنها الفنان "يوسف الخال" "كل شي تغيّر" وأغنيته" لبنان يا توب الحرير" التي طُرحت عام 2006 وغيرها العديد من الأغاني والأناشيد الدينية.

مشاعر على القماش
على أن اهتمامها لم يقتصر على الشعر، بل جذبها الفن التشكيلي، حيث جسّدت مشاعرها على القماش بألوان تحمل قصصاً من الشغف والفقد والخلاص، وتركت مئات اللوحات التي تنبض بالحب والحياة والحرية، وعشرات المعارض التي أقامتها في بيروت وبعض العواصم العربية.

وكانت باكورة معارضها التشكيلية في صالة «غاليري1» في زقاق البلاط التي كانت تديره، ويملكه زوجها يوسف الخال. وتتالت بعده المعارض (الـ 15) الخاصة في لبنان وسوريا والخليج العربي، إضافة إلى المعارض الجماعية (الـ37). وآخر معارضها الفنية كان منذ ست سنوات في صالة ناصير شورى (أستاذها) في سوريا.

حكايا العراء المرعب
وفي عام 2024، كشفت عن تفاصيل حياتها في سيرتها الذاتية "حكايا العراء المرعب"، حيث تقاسمت مع قرّائها محطاتها المضيئة والأليمة، وجسدت رؤيتها للحياة والفن.

وعلق ناشر الكتاب الشاعر"نعيم تلحوق" عليه قائلاً : "هذا الكتاب يجيء مع العيد الماسيّ لمها، يعبر بنا من ألم الستينات إلى نافذة الآن... إرتدادات جوّانية لعاشقة بريئة حملت حروباً صغيرة في بداياتها واشتعالات كبيرة في حياتها، كأن مها تريد أن تقول: كيف لهذا الإنسان العاجز أن يكون نفسه، يعيش ويحب ويعمل ويتألم ويغيب في سبيل اللاجدوى؟.

وفي متن كتابها "حكايا العراء المرعب" قالت بيرقدار إن الحياة هي الرعب بينما الموت هو راحة وكأنها كانت تتنبىء بنهايتها.

ووصفها مقدّم الكتاب الكاتب العراقي "عبد الرحمن الربيعي" بالقول: "مها بيرقدار في "عشبة الملح" قريبة جداً منا، ليس بيننا وبينها دروب وعرة، ولا ألغاز مغلقة، بل بيننا وبينها مسافة قصيرة، من الحلم إلى الحلم".

عشبة الملح
ونعى عدد من الفنانين والأدباء الراحلة في منشورات عبر حساباتهم وقال الشاعر "حسان عزت": "رحلت الشاعرة مها بيرقدار زوجة يوسف الخال وقد تركت عشبة الملح وكتاب حياتها مع الخال تحت أسنان اللوحة لمن مثلها تمردت وتألقت ثم اكتشفت ضياع عمرها سدى".

وقال الشاعر "مردوك الشامي" بنبرة مؤثرة: "رحلت الشامية الأصيلة التي منذ شبابها خرجت عن القبيلة وحلقت خارج السرب، وكانت كثيرةً كثيرةً وقبلت بالقليل..

واستدرك :"يا أم يوسف، ستبقين معنا بكل ماتركته من عطاء بلا حدود، بقلبك الحديقة وضحكتك الياسمين".

وعلق الكاتب والوزير اللبناني السابق" غسان سلامة": "فقد لبنان اليوم برحيل مها بيرقدار الخال ريشة بارعة وقلماً مبدعاً وسيدة ملهمة في عائلة هي ذخر الثقافة بل صنوها".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(9)    هل أعجبتك المقالة (7)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي