مع دخول سوريا مرحلة جديدة بعد سقوط النظام، يواجه العديد من العائدين إلى البلاد تحديات قانونية وإدارية بسبب ملاحقات أمنية سابقة.
إحدى هذه الحالات تتعلق بمواطن سوري عاد إلى بلاده بعد سنوات من الغياب، ليجد نفسه ممنوعًا من السفر وغير قادر على تجديد جوازه بسبب قرارات أمنية قديمة، رغم تأكيد الجهات القضائية أن هذه القرارات لم تعد سارية المفعول.
منفى قسري إلى قيود غير مبررة
المواطن (ح.م)، الذي غادر سوريا عام 2011، عاد بتاريخ 28 يناير 2025 بعد سقوط النظام، معتقدًا أنه سيتمكن من استعادة حياته الطبيعية. إلا أن محاولته لتجديد جواز السفر كشفت عن وجود مذكرات اعتقال صادرة بحقه من عدة جهات أمنية، من بينها: فرع 227، المحكمة العسكرية، وقيادة الشرطة في درعا وإزرع.
ورغم أن هذه الجهات لم تعد فاعلة بعد سقوط النظام، فإن قراراتها لا تزال تُنفذ، ما أثار تساؤلات حول أسباب استمرار العمل بها. وعند مراجعته لمؤسسات الدولة، أكّد له قائد شرطة درعا ومعاونه، إضافة إلى النائب العام ورئيس النيابة العامة، أن هذه الملفات تعود إلى النظام البائد ولم يعد لها أي سند قانوني.
ورغم هذه التأكيدات، رفض معاون رئيس فرع الهجرة والجوازات في درعا منحه جواز سفر، معتبرًا أنه "مطلوب أمنيًا"، وبالتالي ممنوع من السفر.
إرث النظام السابق يعرقل العائدين
هذه الإجراءات تثير تساؤلات حول مدى التزام المؤسسات الحكومية بمحو تركة النظام السابق، وقدرة السلطات الجديدة على تجاوز سياسات القمع الإداري والأمني التي كانت سائدة.
يواجه هذا المواطن، وغيره من العائدين، تحديًا مزدوجًا: التخلص من إرث النظام القديم، وضمان تنفيذ القوانين الجديدة التي يُفترض أن تحمي الحقوق المدنية. ومع استمرار هذه الحالات، تتزايد الضغوط على السلطات الجديدة لإثبات جديتها في إصلاح المؤسسات، وإنهاء الممارسات التي تعيق عودة السوريين إلى حياتهم الطبيعية.
كلمة من المواطن العالق في وطنه بتداعيات الماضي:
كنت مطلوبًا من عدة جهات أمنية في سوريا بسبب مشاركتي في #الثورة_السورية قبل سقوط النظام، ومن بينها:
فرع 227 (اعتقال).
فرع الشرطة العسكرية في درعا.
المحكمة العسكرية – محكمة ميدانية.
القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة.
قيادة شرطة درعا.
قيادة شرطة إزرع.
جميع هذه الطلبات كانت أمنية، وجميعها تضمنت قرارات اعتقال.
خروجي من سوريا وعودتي:
- غادرت سوريا عام 2011.
- عدت إلى سوريا بتاريخ 28/1/2025 بعد سقوط النظام.
الإجراءات التي قمت بها:
عند محاولتي تجديد جواز السفر، أبلغني معاون رئيس فرع الهجرة والجوازات في درعا أنني لا أستطيع الحصول على جواز سفر بسبب كوني مطلوبًا أمنيًا، وأني ممنوع من السفر.
على إثر ذلك، توجهت إلى: قائد شرطة محافظة درعا ومعاونه، اللذين أكدا أن جميع الطلبات الأمنية بحقي تعود إلى النظام السابق ولم يعد لها أي أثر قانوني.
النائب العام، الذي صرّح بأن هذه الطلبات مرتبطة بالنظام البائد ولم تعد سارية المفعول.
رئيس النيابة العامة في درعا، الذي أكد أنني لست مطلوبًا على أي جناية مدنية.
النتيجة:
بناءً على ما سبق، أنا لست مطلوبًا لأي جهة قضائية حالية، وجميع الطلبات السابقة مرتبطة بالنظام السابق ولم تعد قانونية. ومع ذلك، لا يزال حقي في الحصول على جواز سفر وتجديد وثائقي الرسمية معطلًا بشكل غير قانوني.
المطلب:
أطالب الجهات المختصة بمراجعة وضعي القانوني، وتصحيح هذه الإجراءات المجحفة بحقي، والسماح لي بالحصول على جواز سفر وممارسة حقي في التنقل وفقًا للقوانين السارية بعد سقوط النظام.





زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية