أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حين يكون بعض موظفي الدولة أعداء للحقيقة ـ لجنة المقالع في حماة نموذجا

موضوعنا يتعلق بقضية قديمة كان لموقع " زمان الوصل" الفضل في عرضها لأول مرة في أيلول 1908، لكنها لا تزال مستمرة، بل أصبحت أكثر تعقيدا. إنها قضية المقالع في تسع قرى زراعية وحراجية في منطقة مصياف المعروفة بجمال جبالها وخضرتها وأشجارها المثمرة.
لم تعد المسألة مجرد أضرار على المزروعات والأشجار المثمرة وتدمير الحراج وتدمير قناة أثرية( قناة العاشق) وقطع طرقات مساحية، فهذه كلها باتت مثبتة من خلال التقرير الذي بثته قناة الدنيا الفضائية في 26/9/2010. صار السؤال يتعلق بمصلحة بعض موظفي الدولة من المدراء في محافظة حماة في إنكار حقائق كثيرة أقر حتى مستثمرو المقالع بوجودها، عدا عن أن معظمها موجود على الأرض بوضوح ولا يمكن لمن لديه الحد الأدنى من البصر والنزاهة إنكاره. لن نتهم أحدا، ولكن يحق لنا أن نتساءل: ما الغاية من إنكار الحقائق وتزويرها؟ هل يحصل ذلك من دون استفادة؟
لن نستعرض صراعنا الطويل مع لجنة المقالع في حماة وتجاهل شكاوى مئات المتضررين والعرائض التي تحمل مئات التواقيع من أربع قرى( عنبورة والمحروسة ومشتى ديرماما وجوبة الكلخ) وإنكار لجانها التي رفضت إحضار أي شخص يمثل الأهالي عند إجراء كشوفها المتعددة التي دائما كانت تنكر وجود مخالفات أو أي أضرار على المزروعات والحراج وأشجار البلوط والآثار، وإنما سنعتمد على ما أقر به أصحاب المقالع وعمالهم أمام كاميرا قناة الدنيا وبطريقة تدحض ما قاله المهندس محمد جغيلي عضو المكتب التنفيذي في محافظة حماة والمهندس محمد الرفاعي مدير مؤسسة الجيولوجيا والثروة المعدنية في حماة على شاشة قناة الدنيا.
السيد جغيلي أنكر اقتلاع أشجار السنديان وتحدى من يدله على أثر يدل على ذلك. ونحن نقول له إن الشكاوى المسجلة عنده على مدى ثلاث سنوات لم تكن تطالبه بأكثر من الحضور إلى الموقع ومشاهدة ما يجري. لكن ما قاله العامل السابق في المقلع علي هاشم عبدالله والذي فقد بصره نتيجة التفجيرات في المقلع يؤكد أن السيد جغيلي ولجانه لم تكن تريد رؤية الحقيقة. فقد ذكر هذا العامل أن صاحب المقلع كان يقلع السنديان في موقع القاموع من أرض عنبورة وينقله بالتريكس لإخفائه في جور عميقة. وعدا عن ذلك قام صاحب المقلع في اليوم التالي لبث التقرير على قناة الدنيا بجمع بقايا السنديان وحرقها وإخفائها، وقد قام الأهالي بتصوير العمال وهم ينجزون هذا العمل.
وهنا نشير إلى أن أصحاب المقالع كانوا يقومون بنفض الغبار عن الشجر ورشه بالماء لأن أحدا ما كان يعلمهم بموعد حضور اللجان وقد تم ضبط أحدهم وهو يغسل الشجر. وهناك عدة شهود بينهم رئيس الجمعية الفلاحية في عنبورة ( نرفق صورة عن الشهادات). وصاحب أحد الصهاريج هو هدوان نصر باخس من قرية بقراقة.


السيد محمد الرفاعي قال على قناة الدنيا الفضائية " المحكمة قدرت الأضرار لأحد المواطنين ب4000 ليرة سورية، بينما الاستثمارات بمئات الملايين". وقد سبق لي أن سلمته ـ بحضور عدد من الأشخاص في مكتب السيد مدير البيئة في حماة بتارخ 25/8/ 2010 ـ نسخة من قرار الحكم في الدعوى التي ذكرها ( وهي الدعوى الوحيدة باسم شخصين أحدهما حصل على حكم ب4000 ليرة والآخر حصل على حكم بمائة وست وأربعون ألف ليرة 146000 ليرة) وللعلم إن العقار الأول تقل مساحته عن 3 دونمات وعمر غراسه كان عند الكشف 3 سنوات، بينما يبعد عقار الشخص الثاني عن المقالع أكثر من عشرات العقارات الأكثر تضررا. وفوق ذلك هناك شكوى ضد السيد الرفاعي مسجلة في 25/ 8/ 2010 في محافظة حماة ومعها نسخة عن قرار المحكمة( نرفق نسخة عن قرار المحكمة وكتاب السيد الرفاعي). والشكوى عبارة عن رد على مغالطات السيد الرفاعي التي أراد من خلالها تشويه الحقيقة باعتبار الشكاوي كيدية من قبل شخص واحد على الرغم من مئات التواقيع في أكثر من شكوى واعتبار الموقعين ناس " بسطاء" يمكن التغرير بهم. ومثل كثير من الشكاوى الأخرى، لم نحصل على رد عليها من المحافظة أو غيرها. فهل يمكن اعتبار تشويه الحقيقة بهذا الشكل بريئا؟ وهل يحدث ذلك من دون مقابل؟ وهل حجم الاستثمارات يبرر إتلاف مزروعات الفلاحين وإنكار حقوقهم؟ وما قيمة هذه الاستثمارات إن كانت ستدمر مستقبل عدة قرى وآلاف الهكتارات الزراعية والحراجية والبيوت؟
وفي حين تنكر لجنة المقالع في حماة وجود أضرار أو استخدام المتفجرات أو قطع الطرق وتدمير القناة الأثرية، يقر مستثمرو المقالع بشكل صريح بكل هذه المخالفات في تقرير قناة الدنيا، ويعتبرونها أمورا عادية نتيجة حماية لجنة المقالع لهم ولمخالفاتهم إلى حد أن أحد أصحاب المقالع قال على شاشة قناة الدنيا إن لديه موافقة من مديرية الزراعة في حماة بقطع الطريق الذي يخدم عدة قرى.
وأخيرا نشكر قناة الدنيا وزمان الوصل وكل وسائل الإعلام الشريفة التي مكنتنا من تحقيق حلمنا بنقل أراضينا إلى مكاتب السادة المسؤولين في محافظة حماة لرؤية النتائج الكارثية للمخالفات التي يعملون على تغطيتها، ومنها تشقق البيوت في قرية المحروسة وبداية موت الأشجار، لكننا نشك بقدرة أحد على إقناعهم بقول الحقيقة، أو إقناعهم بالتراجع عن تحويل تسع قرى وآلاف الهكتارات في منطقة مصياف الزراعية والحراجية إلى مقالع، وتصحيرها وضرب الأمن الغذائي فيها وتدمير البيئة. وهذه القرى هي: بقراقة وعنبورة والمحروسة ومشتى ديرماما والحيلونة والبياضية وبيصين وقصية، كما جاء في محضرها رقم 50/ ص/د/10/4 تاريخ 10/6 /2010


محمد جمول
(112)    هل أعجبتك المقالة (107)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي