أفاد ناشطون أن إدارة الأمن العام في حمص اعتقلت مفتي حمص السابق الشيخ "عصام المصري" أمس الأربعاء، وذلك ضمن حملتها المستمرة لملاحقة المتورطين مع النظام المخلوع، وهو أحد عرابي التسويات لصالح نظام الأسد؛ ومتهم بتأييد جـــرائم حــرب.
ويعد "عصام المصري"، من أبرز الشخصيات التشبيحية المقربة من نظام الأسد، وسبق أن قال في مداخلة تلفزيونية إن "للكون سيد وهو الله ولهذا الوطن سيّد اسمه الدكتور بشار"، حسب تعبيره.
وخطب في مسجد خالد بن الوليد في صلاة عيد الأضحى الماضي بحضور "بشار الأسد"، في 20 يوليو من العام الماضي 2021. زاعماً أن مدينة حمص تعيش عيدين عيد الأضحى وعيد حضور الرئيس.
وعمل المصري على نشر الخطاب الديني المتوافق مع رؤى النظام المخلوع، واستمر في منصب مدير أوقاف حمص لعدة سنوات، قبل أن يُقال منه في عام 2022 ويحل محله الشيخ زهير الأتاسي الذي عُرف أيضاً بمواقفه المؤيدة لنظام الأسد.
عراب المصالحات
وكان لعصام المصري أيضاً دور في عمليات "المصالحة" والتسويات التي أُجريت في مدينة حمص إلى درجة أنه لقب بـ"عراب المصالحات" وفي إطار هذه العمليات، لعب دورا كبيرا في التوسط بين النظام والمجموعات المعارضة، وهو ما منحه مكانة مهمة في جهاز السلطة وحظوة لدى أفرع الأمن في المدينة.
كما ربطته على غرار مفتى الجمهورية السابق أحمد حسون علاقات وثيقة مع شخصيات إيرانية وميليـشيات موالية لإيران في سوريا، وكان يظهر بشكل متكرر في المناسبات الدينية مع شخصيات شيعية ومنها حضوره الاحتفال الذي أقيم في جامع المصطفى بحي البياضة أثناء تجديده، مما أثار تساؤلات حول طبيعة تحالفه مع إيران، خاصة في ظل ما كان لإيران من نفوذ في سوريا خلال السنوات الماضية، وجعل هذا التعاون من المصري هدفًا للانتقادات من قبل العديد من الأطراف التي تعتبر أن هذا التعاون يتناقض مع هوية سوريا السنية.
تقارير أمنية بصهره
ولم يوفر المصري من تشبيحه أقرب المقربين له، وأفاد ناشطون قبل سنوات أنه قدم تقارير أمنية بزوج ابنته الكبيرة إلى الأفرع الأمنية بتهمة تمويل الثورة السورية من أموال السعودية ووضع له منع سفر في حال دخل القطر ونشرة شرطية للقبض عليه من أي معبر حدودي يدخله فوراً.
وكان يحمّل أهالي حمص مسؤولية اعتقال أولادهم وقتلهم من قبل النظام خلال الثورة حيث كان يقول "كنتو ضبوهم وربوهم".
وفي آب –أغسطس 2018 أصدر كتاباً رسمياً عندما كان مديراً للأوقاف يدعو أهالي الريف الشمالي للتعاون مع مخابرات النظام المخلوع من أجل كشف السلاح المخبأ في المنطقة.
وطلب المصري في التعميم المؤرخ في 16 آب –أغسطس 2018 والذي وجهه إلى جميع خطباء المساجد في مناطق وبلدات وقرى الريف الشمالي (الحولة، الرستن، تير معلة...) أن يضمنوا خطب يوم الجمعة الموافق لـ17 آب/أغسطس 2018، فقرة تشيد بـ"الأمن والأمان" في ريف حمص الشمالي، الذي تحقق على أيدي "جيشنا العربي السوري".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية