معاناة السوريين بسبب تأخر إصدار وتجديد جوازات السفر عبر القنصلية الإلكترونية

يعاني آلاف السوريين داخل وخارج البلاد من أزمة متفاقمة تتعلق بتجديد جوازات سفرهم، خاصة عبر خدمة القنصلية الإلكترونية التي تم إطلاقها بهدف تسهيل الإجراءات على المواطنين في الخارج. إلا أن التجربة العملية أظهرت تعثرًا واضحًا في عمل المنصة، مما أدى إلى توقف حياة الكثيرين، سواء على الصعيد المهني أو الشخصي.

طلبات معلقة منذ أشهر دون استجابة

تواصل عدد من السوريين مع "زمان الوصل" للحديث عن معاناتهم مع القنصلية الإلكترونية، حيث أفاد بعض المتقدمين أنهم أرسلوا طلبات تجديد جوازات سفرهم منذ سبتمبر 2024، ولكنهم لم يتلقوا أي رد حتى الآن، لا عبر البريد الإلكتروني ولا عبر الاتصالات الهاتفية.

"قدمتُ طلبي منذ أكثر من خمسة أشهر، وجواز سفري محتجز في الجزائر، لكن لم أتلقَ أي رد حتى الآن، لا من القنصلية ولا من أي جهة رسمية. حياتي توقفت، لا أستطيع السفر، ولا تجديد إقامتي"، يقول أحد المواطنين السوريين المتضررين.

تتفاقم الأزمة بالنسبة للسوريين الذين يمرون عبر دول لا توجد فيها سفارات سورية، حيث يجدون أنفسهم بلا أي إمكانية لتجديد جوازاتهم المنتهية، مما يعرضهم لخسارة وظائفهم أو تعطيل دراستهم أو حتى المخاطرة بوضعهم القانوني في البلد الذي يقيمون فيه مؤقتًا.

طالب المتضررون الجهات المسؤولة في وزارة الداخلية وإدارة الهجرة والجوازات في سوريا بتفعيل خدمة تجديد الجوازات عبر القنصل الإلكتروني، بحيث لا يقتصر دوره فقط على حجز المواعيد في السفارات، بل يشمل أيضًا إمكانية التقديم الإلكتروني وإتمام إجراءات التجديد عن بُعد، لا سيما للمتواجدين في بلدان لا يوجد فيها تمثيل دبلوماسي سوري.

وفي هذا السياق، يناشد المواطنون السوريون الجهات المختصة بسرعة إيجاد حلول لهذه الأزمة، خاصة أن جواز السفر يعد وثيقة أساسية لحياة أي فرد، وتأخير تجديده يؤدي إلى تعقيدات قانونية واقتصادية واجتماعية كبيرة.

في ظل هذه المعاناة، يأمل السوريون أن تبادر الجهات الرسمية بتوضيح أسباب التأخير في معالجة الطلبات، والرد على الاستفسارات العالقة، وإيجاد آليات عملية تسهم في حل المشكلة، خاصة أن التكنولوجيا تتيح اليوم إمكانية تسريع المعاملات القنصلية إلكترونيًا دون الحاجة إلى تأخير المواطنين وتعطيل حياتهم.

في انتظار الرد الرسمي، يبقى السؤال مطروحًا: متى تنتهي معاناة السوريين مع تجديد جوازات السفر؟