فقدت الأوساط الطلابية واتحادات المهجر الشاب "قصي شيخ سليمان" 28 عاماً أحد نشطاء الثورة في ألمانيا وأحد القيادات الطلابية فيها الذي توفي اليوم الأحد بشكل مفاجىء في مدينة دورتموند الألمانية، وأثار خبر رحيله الصدمة بين أصدقائه ومحبيه.
ونعى اتحاد الطلبة السوريين في ألمانيا الشاب أحد مؤسسيه واصفاً إياه بالشاب الذي كان نشيطاً ومعطاءاً ومحباً للخير ولم يدخر جهداً في خدمة قضيته وشعبه وبلده وأضاف الإتحاد في نعيه الذي نشر على حسابه عبر "فيسبوك": "نشهد الله أنه أدى أمانته بصدق وإخلاص، وكان مؤمنًا بقوة العمل الجماعي المنظم، وساهم بكل ما يملك في دعم اتحادنا ومنظمة أبجد. لقد ترك أثرًا طيبًا في قلوبنا، ولن ننسى جهوده وعطاءه".
من غوطة دمشق إلى ألمانيا
ووفق الناشط "رامي الخولي" من البيت السوري في ألمانيا فإن الراحل "قصي شيخ سليمان" ينحدر من قرية "بزينة" بغوطة دمشق قدم إلى البلاد كالغالبية في عام 2015 وبعد الاستقرار بدأ بتعلم اللغة باجتهاد وخلال وقت قياسي استطاع الوصول للمستوى C1 في عام 2016.
وفي عام 2017 استطاع الالتحاق بجامعة دويسبورغ "Uni Duisburg-Essen" لدراسة تقنية المعلومات الاقتصادية"Wirtschaftsinformatik" وكان قد أنهى قبل وفاته الفصل السادس وشارف على التخرج.
ولم يقتصر نشاط الراحل وتفوقه فقط على اللغة والجامعة, بل نشط في المجال التطوعي والاجتماعي، وعمل كمتطوع بجمعية "Train of Hope eV" المعنية بدعم اللاجئين في مدينة دورتموند. وهناك بدأ كمترجم ثم استشاري ليصبح مشرفاً على مجموعة الاستشارات في الجمعية ولاحقا نائب مدير للجمعية التي تضم حالياً أكثر من 90 عضواً وعشرات المتطوعين الآخرين, وتقدم مساعدة عبر عدة مشاريع للمئات.
بالإضافة لذلك عمل الفقيد كمرشد اندماج في مشروع التعايش الثقافي لدى جمعية ".Auslandsgesellschaft e.V".
ترجل فارس الغوطة
وأثار خبر الرحيل المبكر للناشط "قصي شيخ سليمان" حالة من الأسى والحزن العميق في أوساط أصدقائه ومحبيه والجالية السورية في ألمانيا عامة وعلى صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت "ألمى": "اليوم خسرنا أحد أصدق الثوريين إطلاقاً وأحنهم على بلده وشعبه" وأضافت: "الله يرحم روحك يا قُصي والله يصبر أهلك وأحبابك كل ما تركته وراءك يشهد عليك وعلى تاريخك المشرف".
ونعى "عبدو دعبول" صديقه الشاب الراحل قائلاً :"ترجل فارس الغوطة إلى مثواه الأخير قصي شيخ سليمان أبو مناف".
وأضاف:"عرفته قبل عامين شاباً مُحباً مُخلصاً لثورته وأهله في الداخل والخارج" وتابع : "من لم يعرف قصي لا يصدق عمله وإخلاصه لثورته الذي جاهد في منفاه وكأنه أنتظر الثورة حتى تنتصر".
وكان من آخر ما كتبه الراحل "قصي شيخ سليمان" على حسابه في " فيسبوك" في 6 شباط فبراير الجاري منشوراً قال فيه: "سوريا ولادة الأبطال الشهداء منهم والأحياء" وعلق "ياسين العلاوي":"أنت في نظرنا بطل ونرجو من الله أن يحتسبك عنده من الشهداء هنيئا لك بمحبة السماء قبل الأرض".
وعلق "وسام هيرو": "كنت رفيق النضال ضد الظلم والاستبداد، وصوتك كان دائماً لخدمة المستضعفين والمظلومين بكل مكان بالعالم، كنت مؤمناً بأهمية الكلمة والموقف بوجه الظلم".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية