أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رحيل "هاني السعدي" رائد الفانتازيا التاريخية في الدراما السورية

السعدي

فقد الوسط الفني السوري أحد أعمدة الدراما العربية الفنان والمخرج الدرامي "هاني السعدي" الذي توفي فجر الجمعة في العاصمة دمشق عن عمر تجاوز الـ 81 عاماً بعد معاناة امتدت لخمس سنوات مع المرض، تاركاً بصمة واضحة في الدراما السورية على مدار مسيرته الطويلة التي أمتدت لأكثر من نصف قرن من الإبداع والتوهج.

وتلقت ابنته الفنانة "روعة السعدي" خبر الوفاة أثناء تواجدها في لبنان لاستكمال تصوير مسلسل السبع الذي تشارك فيه وتم تأجيل التصوير والسماح لها بالسفر إلى دمشق من أجل مراسم الدفن والعزاء بعد انهيارها بشكل كامل.

ونعت نقابة الفنانين السوريين الفنان الراحل في تدوينةٍ نشرتها عبر صفحتها على فيسبوك.

ووفق وسائل إعلام سورية بدأت صحة السعدي بالتراجع خلال السنوات الخمس الماضية نتيجة إصابته بمرض – فقدان الذاكرة- وذلك حسب ما ذكرت ابنته روعة السعدي إذ قالت إنه لا يعرفها بعض الأحيان في حين أنه دائم التذكر لوالدتها، وأضافت أن والدها يتذكر مرحلة العشرينات من عمره ويعيش بها، ولا يتذكر انه ممثل أو كاتب، وأكدت النجمة السورية أنها مرت بمرحلة صعبة في بداية مرضه، لكنها حاولت التأقلم مع الوضع فيما بعد .

وكانت ابنته الفنانة "ربى السعدي" قد كشفت أيضاً أن صحة والدها بدأت بالتدهور منذ أربع سنوات، وأشارت إلى أن صحته بدأت بالتراجع تدريجياً، ولم تكن مفاجأة للعائلة وأكدت أن والدها –قبل وفاته- لم يكن يحس بما حوله أو يعرف أحداً.

جامع الورد
و"هاني السعدي" ممثل فلسطيني سوري من مواليد صفورية بقضاء الناصرة في 6 يونيو 1944 لجأ مع أسرته إلى سوريا طفلاً في الرابعة من العمر أيام النكبة عام 1948 وعاش لفترة قصيرة في جامع الورد بحي ساروجة الدمشقي.

وهو عضو نقابة الفنانين منذ عام 1973. شارك في الكثير من الأعمال التلفزيونية والمسرحية والسينمائية مخرجاً وممثلاً وكاتباً، بالإضافة إلى العديد من الأعمال الإذاعية.

بين الدراما والخيال
وتوقف عن التمثيل في العام 2002 حيث تفرغ بعدها للكتابة حيث كتب العديد من المسلسلات التي مزجت بين الدراما والخيال، وربما أكثرها شهرة، الأعمال التي تُصنف على أنها "فانتازيا تاريخية"، التي أسس لها كنوع رائج في الدراما التلفزيونية العربية منذ أواخر الثمانينيات في مسلسلي "غضب الصحراء"، و"البركان".

وحصل مسلسله "أبناء الظلم" على جائزة أفضل مسلسل عربي في مؤتمر طبي بباريس، كما تلقى شكر وزارة الصحة ومركز مكافحة الإيدز.

ودخل هاني السعدي عالم التمثيل من خلال فيلم "الغزلان" الذي عرض عام 1969 إلى جانب سميرة توفيق، وناجي جبر، وياسين بقوش ، ومن أعماله الدرامية التي مثل فيها لاحقاً مسلسل "أولاد بلدي" - 1971 - تأليف أكرم شريم، إخراج علاء الدين كوكش. - مسلسل "حصاد السنين" - 1985 - تأليف الدكتور. زهير براق وإخراج علاء الدين كوكش. - مسلسل "تجارب عائلية" تأليف أكرم شريم وإخراج علاء الدين كوكش. - مسلسل "حي نسيه الزمن" - 1991 - تأليف هاني السعدي وعشرات الأعمال الدرامية الأخرى التي عرضت على شاشة التلفزيون السوري خلال أكثر من نصف قرن ماضية.

علاوة على ذلك شارك ممثلاً في جميع مسرحيات المسرح الوطني الفلسطيني مع المخرج جواد الأسدي". وفي مسرحية "حفلة سمر من أجل 5 حزيران و- رأس مملوك جابر – للكاتب الراحل سعد الله ونوس.


وقدم للسينما فيلم "حبيبي يا حب التوت" وفيلم الإتجاه المعاكس وفيلم الحدود و"التقرير" للفنان "دريد لحام" وفيلم "الباقي"، ومن مؤلفاته الدرامية ليلة الرجال (1976)، الطيور الجارحة (1995)، النسور (1998)، وعصر الجنون (2004). وغيرها من السهرات التلفزيونية.

شامي المحيا
ونعى عدد من الفنانين والناشطين الراحل السعدي الذي يعد من أكثر كتّاب الدراما السوريّة جماهيريّةً واصفين إياه بـ "عراب الفانتازيا التاريخية" و" صانع الدهشة".

وقال الناقد الفني " محمد منصور" :"رحل الكاتب والممثل والذي بدأ حياته مدرسا... والفلسطيني الذي ودع لهجته باكرا.... والمبدع الذي تأرجح بين التمثيل والكتابة... وتأرجح في كتاباته التلفزيونية بين دراما اجتماعية لافتة وبين دراما حكائية جنحت نحو فانتازيا أنزورية مضحكة"-نسبة إلى المخرج نجدت أنزور-.

وكانت روحه الفلسطينية تنبض رغم لهجته التي تشومت بالكامل... فصار شامي المحيا يحمل عذوبة وأصالة فلسطين".

ورثى الفنان "أمجد طعمة" زميله الراحل قائلاً رحل هاني السعدي في يوم الحب وأضاف: "أي رحيل أعمق من هذا، صانع حكايا الجدّات اللواتي صدّقنا جوارحه.

وأضاف طعمة في إشارة إلى مرض السعدي قبل وفاته:"ما حاجة صانع الخيال هذا لذاكرة؟ وهو الممتلئ حد الثمالة بذاكرة تغريبة بدأت بوطنه الأم وعاشها في وطنه البديل".

وعلق "سليم أولاد بن سعيد" :" رحل اليوم .. صانعُ شخصيةِ ابنِ الوهاج بقوتِه وحكمتِه ... وابنِ الرومية بدهائه وحدسِه وحكاياه ... وأبي طراقةَ بخُبثِه ومكرِه". وتابع :" رحل صاحبُ جملة الابن المطعون برمحٍ مغروزٍ في ظهرِه .. المعتدِّ بنفسِه .. بعد أن خابَ أملُ أبيه فيه : " لو كنتُ أعرِفُ أنك ستفعلها .. ما أدرتُ لك ظهري يا أبي".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(8)    هل أعجبتك المقالة (8)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي