شوهد صباح أمس الخميس مختار ساروجة السابق وقائد قطاع المنطقة للدفاع الوطني هيثم الفحل، يتسوق في ساحة المحافظة، وذلك بعد أقل من 12 ساعة على اعتقاله. وكان الأهالي قد تقدموا بشكاوى عديدة ضده لمخفر العباسيين، يتهمونه فيها بالعديد من الجرائم، بما في ذلك القتال المباشر مع النظام، واعتقال وتعذيب شبان المنطقة، مما أدى إلى اعتقاله يوم الأربعاء. إلا أن "الفحل"، خرج بأقل من 12 ساعة من اعتقاله، وعاد لممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي، ضارباً عرض الحائط بشكاوى الأهالي واتهاماتهم.
من هو الفحل؟
يُعرف الفحل بأنه كان أحد أبرز قادة الدفاع الوطني في منطقة ساروجة لسنوات طويلة ومختارها، حيث كان يتمتع بنفوذ وسطوة كبيرين.
كان الفحل عضواً فاعلاً في ما تسمى مبادرة السلام الروسية السورية، التي كانت تهدف إلى الترويج للمصالحة مع النظام.
حظي الفحل بتكريمات عديدة من قبل الاحتلال الروسي، مما يؤكد على علاقاته الوثيقة بهم؛ خصوصا وأنه سمسار تطويع الشبان في الفيلق الخامس. لكن الأخطر هو قتاله المباشر إلى جانب قوات النظام، والتورط في أعمال عنف وبلطجة؛ فهو مسؤول عن اعتقال المئات من شبان المنطقة .
شهادة من معتقل سابق
في شهادة لزمان الوصل، يروي نور الدين خرفان المقيم في تركيا حاليا؛ كيف اعتقله الفحل عام 2014 من مقر عمله في أحد فنادق ساروجة، وعذبه بوحشية في مقره الأمني لثلاث ساعات، قبل أن يتم تسليمه للمخابرات الجوية، حيث تعرض للمزيد من التعذيب الوحشي. ويؤكد خرفان أن ما حدث له هو مجرد نموذج واحد من بين عشرات، وربما مئات الحالات المماثلة، التي كان الفحل مسؤولاً عنها بشكل مباشر، حيث تسبب في اعتقال وتعذيب وقتل العديد من شبان المنطقة.
تساؤلات عن العدالة
تساؤلات جدية عن مدى قدرة العدالة على محاسبة المتورطين في جرائم وانتهاكات بحق المدنيين، وعن مدى نفوذ وسطوة بعض الشخصيات التي يبدو أنها فوق القانون. كما أنها تكشف عن حجم المعاناة التي يعيشها أهالي العباسيين، الذين يخشون البوح بشكواهم خوفاً من انتقام الفحل وأعوانه.
إن قضية الفحل ليست مجرد حادثة فردية، بل هي تعكس صورة قاتمة عن الوضع في سوريا، حيث يبدو أن بعض الأشخاص يتمتعون بحصانة مطلقة، ويتصرفون وكأنهم فوق القانون، مما يزيد من معاناة المدنيين، ويقوض أي أمل في تحقيق العدالة والمصالحة.
الحسين الشيشكلي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية