- الوثيقة تتحدث عن طرق تعامل النظام البائد مع السجناء؛ خلال الأعوام 2011 - 2013 لكنها لا تكشف عن سجون سرية.
على مدار سنوات، كانت السجون السرية وأقبية أجهزة المخابرات في سوريا ملفًا غامضًا يكتنفه الصمت والخوف. لكن مع سقوط النظام وظهور وثائق وشهادات حديثة، يتكشف جانب أكثر رعبًا من هذا المشهد، يتمثل في فئة خاصة من المعتقلين يُطلق عليهم اسم "المحجوبين".
من هم المحجوبون؟
المحجوبون هم سجناء يمنع التواصل معهم بشكل كامل، ليس فقط من قبل أهاليهم أو العالم الخارجي، بل حتى من قبل الضباط والعناصر الأمنية داخل الأفرع نفسها. لا يُسمح لأحد بمعرفة هويتهم، ولا يتم تسجيلهم ضمن السجلات العادية للمعتقلين، مما يعني أنهم فعليًا مخفون قسرًا ضمن الإخفاء القسري نفسه!
معتقلون بلا أسماء: أرقام فقط!
من شدة التشديد الأمني على هؤلاء المعتقلين، فإن بعضهم حتى في السجلات الرسمية لا يحملون أسماء، بل يتم الإشارة إليهم بأرقام فقط، مثل:
الموقوف 700
الموقوف 90
الموقوف 510
هذا الأمر يكشف مستوى الرعب الأمني المحيط بهذه الفئة من السجناء ومدى أهميتهم بالنسبة للنظام، إذ ربما يكونون شخصيات سورية بارزة أو حتى معتقلين أجانب من جنسيات أمريكية أو أوروبية. يُعامل هؤلاء كأرقام مجردة، دون أي هوية، وكأن النظام يسعى إلى محو أي أثر لهم حتى داخل أرشيفه الخاص.
أين يتم احتجاز المحجوبين؟
بحسب وثيقة خاصة حصلت عليها "زمان الوصل" وتأكدت من صدقيتها، فإن بعض "المحجوبين" يتم توزيعهم بين:
سجن إدارة المخابرات الجوية في منطقة القصاع بدمشق
سجن آمرية الطيران
سجن المزة الجديدة، والذي يُعتقد أنه إما سجن مطار المزة أو سجن سري غير معروف حتى الآن.
لماذا هذا الملف خطير؟
وجود مثل هذه الفئة من المعتقلين يطرح تساؤلات كبرى عن مصيرهم اليوم، خاصة مع تحرير سوريا وفتح السجون .
هل تم تصفيتهم دون أن يُعرف عنهم شيء؟
هل هناك محاولات لمحو أي أثر لهم؟
منظمات حقوقية عديدة تطالب بكشف مصير آلاف المفقودين في السجون السورية، لكن قضية "المحجوبين" تضيف بعدًا جديدًا أكثر ظلامًا إلى هذا الملف، حيث أن وجودهم يعني أن هناك مستويات من القمع والإخفاء تفوق حتى أسوأ السيناريوهات المتوقعة.

ماذا بعد؟
هذه الوثائق وغيرها تفرض على الدولة السورية إعادة فتح ملف المعتقلين والمفقودين، والعمل على كشف مصير آلاف الأشخاص الذين لم يُسمع عنهم شيء منذ سنوات. فهؤلاء المحجوبون ليسوا مجرد أرقام، بل أرواح بشرية تم طمسها عمداً، وقد يكون الوقت قد حان لإنهاء هذا الصمت القاتل.
مطار المزة العسكري
في شهادته لزمان الوصل، كشف المعتقل السابق محمد مبارك زياد عطار عن ممارسات مروعة كان يشهدها في مطار المزة العسكري، بحق "أصحاب الأرقام"..وأوضح عطار أن هؤلاء المعتقلين كانوا ينقسمون إلى قسمين:
* قسم ممنوع من الاختلاط نهائياً: يتم وضع هؤلاء المعتقلين في زنزانات انفرادية، وأحياناً يتم تغطية وجوههم بأكياس حتى لا يتمكن السجانون من معرفة هويتهم. كان بعضهم ممنوعاً من الكلام، ويُسمح لهم فقط باستخدام لغة الإشارة، وكانوا مُكبّلين بسلاسل حديدية بشكل دائم.
* قسم آخر من المحجوبين: هؤلاء المعتقلون كانوا يُعاملون مثل باقي المعتقلين، ولكن يُمنع عليهم ذكر أسمائهم أو حتى من أي محافظة هم.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية