أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

اللاجئ السوري بسام الشلح ضمن ضحايا أسوأ إطلاق نار جماعي في تاريخ السويد

سلطت وسائل إعلام سويدية الضوء على اللاجئ السوري "بسام الشلح" أحد اثنين من ضحايا حادثة مدرسة ريسبيسكا في أوربرو، الذي كان يعمل خبازاً وممثلاً مسرحياً قبل أن يقضي في إطلاق نار جماعي في مدرسة "ريسبيرجسكا بمدينة أوريبرو" إلى جانب اللاجىء "سليم إسكيف " 28 عاماً الذي قضى هو الآخر في الهجوم المميت.

وكانت الشرطة السويدية قالت إن عشرة أشخاص قُتلوا في إطلاق نار بمركز تعليمي في وسط البلاد، بمن فيهم المسلح المشتبه به. بعد هجوم وقع يوم الثلاثاء في مدرسة ريسبيرجسكا في أوريبرو، على بعد 200 كيلومتر غرب العاصمة ستوكهولم، بأنه "أسوأ إطلاق نار جماعي في تاريخ السويد".

وبحسب موقع Svt فإن بسام وهو أب لطفلين كان خبازاً وطاهياً في مخبز لبناني في أوريبرو، والتحق بالمدرسة التي شهدت الهجوم الدموي لتحسين لغته السويدية وقبل درسه يوم الثلاثاء قام بزيارة مكان عمله وشرب القهوة مع أحد زملائه. والآن لن يعود أبدا وبات مقعده فارغاً كما يقول زميله "بيار الحاج".

غنى أمام الكاميرا
وقبل ساعات فقط من وقوع جريمة القتل في ريسبيرجسكا في أوريبرو، قام بتحميل مقطع فيديو لنفسه ، وغنى أغنية جميلة عن الثلج المتساقط، ثم أرسل وردة افتراضية لأحد أصدقاءه على تيك توك.

وبعد ساعات قليلة، قُتِل بالرصاص مع تسعة أشخاص آخرين، فيما وصف بأنه أسوأ حادث إطلاق نار جماعي في تاريخ السويد.

وعلى المنضدة داخل المحل الذي كان يعمل به بدت قطع معجنات من صنع بسام الشلح، 48 عاماً. فيما بدا مئزره الأبيض معلقاً على أحد الجدران.

ظلت سيارته متوقفة
ويقول صديقه اللبناني "بيار الحاج" عن زميله ممازحاً أنه ثرثار ومشهور كانت فطائره ومقاطع الفيديو التي يقدمها على "تيك توك" تجذب الزبائن إلى المخبز الذي كانا يعملان فيه معاً.

وقبل ساعات فقط من ارتكاب جريمة القتل في ريسبيرجسكا في أوريبرو، قام بتحميل مقطع فيديو لنفسه على "تيك توك" حيث تمنى لمتابعيه "صباحا رائعاً" وغنى أمام الكاميرا.

ووفق المصدر علم بيار الحاج أن بسام أصيب برصاصة عندما اتصل به أصدقاؤه. وتم نقله إلى المستشفى، حسب ما قالوا، لكنه لم ينج، وظلت سيارته متوقفة خارج المدرسة.

ووفق ابنه الذي يعيش معه في السويد عاش والده في السويد لمدة تسع سنوات، ولكن لم يكن لديه الوقت لدراسة اللغة. وعمل كثيراً لدعم أسرته التي كان أفرادها الباقون يعيشون في لبنان، ولكن بمجرد وصولهم إلى السويد بدأ الدراسة، وكان يتطلع إلى تعلم اللغة السويدية، كما يقول الابن.

مرحباً أنا شآم
وبدورها أوردت صحيفة الكومبس السويدية ماقاله اللاجىء "بسام الشلح" في مسرحية (مرحباً أنا شآم) التي شارك فيها عام 2019 “يلي بيحطها للروح هوي بيشيلها”، ولم يكن بسام يدري حينها أن اسمه سيتداول في السويد، بين أسماء ضحايا أحد أعنف الهجمات الدموية التي شهدتها البلاد.

وقال الموقع المهتم بأخبار اللجوء اللاجئين في تقريره أن "بسام الشلح" الرجل السوري خسر كل ما يملك نتيجة الحرب التي حلّت على بلده وعاش معظم حياته مغترباً عن بلده الأم ولكن حنينه لها لا يفارقه، وجد بدوره في مسرحية "مرحبا أنا شآم" سبيلاً لتجسيد دور الأب العصامي، المكافح والمحب لعائلته، والذي يضحي ويسعى جاهداً لأجل سعادتهم وحمايتهم فتارة تراه فرحاً مستبشراً بغد أفضل وتارة أخرى تراه ذلك الرجل المهزوم الذي كسرته الحروب.

كان إنساناً طيب وغير متكلف
وتصف سوسن أحد الممثلين مع بسام بأنه كان إنساناً طيب وغير متكلف، يدرس ويعمل كخباز، وكانت علاقته بالجميع ودودة. وتذكر سوسن كيف كان بسام يتولى مسؤولية تأمين الطعام لفريق المسرحية، ويتصرف كأب لعائلة. كما حفظ الجميع جملته الشهيرة "يلي بيحطها للروح بيشيلها"، وكانوا يرددون العبارة على الفور عند التقائهم به، على سبيل المزاح.

وقالت سوسن "أعرف بسام منذ سبع سنوات. كنا نلتقي مؤخراً في المدرسة في أيام محددة، وكان بسام أحد الطلاب الذين دخلوا المدرسة، إلى جانب عملهم ليطوّر لغته السويدية، ويتمكن من محادثة الزبائن بشكل أفضل".

وأضافت "حين سماعي بحادثة أوربرو والمكان الذي حصلت به الحادثة بالضبط، على الفور قلت في نفسي ( الله يستر بسام). كلنا يعرف مكان جلوسه وهو حاملاً فنجان قهوته".

وختمت كلامها بالقول “لم أتمكن من تمالك نفسي البارحة خلال أداء واجب العزاء وبكيت بحرقة، خاصة أن شهر رمضان قد اقترب وكنت مثل الكثير من الزبائن نذهب إلى بسام لنشتري منه المعجنات, ولكنه الآن رحل.”

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(5)    هل أعجبتك المقالة (7)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي