أطلقت مدينة "دريسدن" منذ منتصف كانون الثاني يناير, برنامجًا لتحفيز اللاجئين السوريين على العودة الطوعية إلى وطنهم، حيث تعرض المدينة مكافأة مالية قدرها 1000 يورو لكل فرد بالغ و4000 يورو لكل عائلة تختار العودة إلى سوريا.
ومع ذلك، لم يبدِ اهتمامًا بهذا العرض سوى أربعة من بين 7433 سوريًا يقيمون في المدينة.
وصرّحت السلطات المحلية في "دريسدن" لصحيفة "بيلد" الألمانية أن: "السوريون الذين يرغبون في العودة الدائمة إلى وطنهم بعد سقوط الديكتاتور الأسد، يمكنهم الآن الحصول على دعم مالي ولوجستي لتحقيق ذلك"، مشيرةً إلى أن هذا النوع من المساعدات لم يكن متاحًا خلال فترة الحرب الأهلية السورية.
*إقبال ضعيف
بالإضافة إلى المكافأة المالية، يشمل البرنامج تغطية تكاليف التنقل إلى المطار، وتمويل تذاكر الطيران، بالإضافة إلى 200 يورو كمصروف سفر لكل فرد بالغ.
ووفقاً للصحيفة في ظل التحديات المالية التي تواجهها المدينة، سعت السلطات إلى تقييم مدى اهتمام اللاجئين بهذا البرنامج. ووفقًا لرد رسمي من "ألكسندر بوخمان"، المتحدث باسم المدينة، فقد تم تقديم أربعة طلبات فقط بين 10 و29 كانون الثاني يناير/2025 للاستفادة من البرنامج. كما أكد أنه "لم يعد أي سوري إلى وطنه حتى الآن عبر هذا البرنامج".
*إغلاق مراكز استقبال اللاجئين وخفض التكاليف
تحتضن "دريسدن" حاليًا 3836 مكانًا مخصصًا لاستقبال طالبي اللجوء، موزعة على 20 مركز إقامة انتقالية بسعة 1741 مكانًا، بالإضافة إلى 1005 شقق سكنية.
ومن المقرر إغلاق أكبر مركز إيواء جماعي في منطقة "ألبرتشتات" بحلول آذار مارس المقبل، مع تعزيز القدرة الاستيعابية لمركز استقبال اللاجئين في وسط المدينة.
ويرجع سبب الإغلاق إلى ارتفاع تكاليف خدمات الإطعام في مركز ألبرتشتات، حيث تبلغ تكلفة تقديم وجبات الإفطار والغداء والعشاء والمشروبات 7792.22 يورو يوميًا، وفقًا لما صرّح به المتحدث باسم المدينة.
*توجه جديد نحو الاكتفاء الذاتي
كجزء من استراتيجية تقليل التكاليف، ستطلب السلطات من اللاجئين الاعتماد على أنفسهم في تلبية احتياجاتهم الغذائية. وتوضح البيانات الرسمية أن تكلفة إقامة اللاجئ الواحد في مركز المدينة تبلغ 54 يورو يوميًا، مقارنة بـ110 يورو في مركز ألبرتشتات، مما يبرر قرار إغلاق الأخير.
يُذكر أن سياسة العودة الطوعية التي تتبعها ألمانيا ما زالت تواجه عزوفًا كبيرًا، حيث يفضل معظم اللاجئين البقاء في البلاد رغم العروض المالية المقدمة لهم.
حسن قدور - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية