أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

اختيار شاب سوري ضمن 50 مرشحاً حول العالم لجائزة المعلم العالمي

محمد الهشوم

تم اختيار المعلم والمبتكر السوري "محمد الهشوم" المقيم في النمسا ضمن القائمة القصيرة لجائزة Global Teacher Prize التي تُنظمها مؤسسة Varkey بالتعاون مع منظمة اليونسكو. وتضم القائمة 50 مرشحًا من مختلف أنحاء العالم.

وتم هذا الاختيار من بين آلاف الطلبات المقدمة من جميع أنحاء العالم لمعلمين استثنائيين قدموا مساهمة بارزة في مهنتهم.

ونجح محمد الهشوم، المعلم الذي ينحدر من مدينة حارم بريف إدلب في تغيير حياة الطلاب واللاجئين من خلال مساهماته الرائعة في التعليم والتكامل المجتمعي.

وكان الهشوم الذي يعيش في مقاطعة فورالبرغ أقصى غرب البلاد قد بدأ رحلته في التدريس بعد حصوله على درجة الماجستير في الرياضيات من جامعة حلب، وبعد اندلاع الحرب في سوريا اضطر للفرار مع عائلته عام 2012 ولجأ إلى النمسا بعد رحلة محفوفة بالمخاطر استمرت عشرة أيام عبر عدة بلدان

ووفق موقع الجائزة الإلكتروني واجه محمد بداية لجوئه إلى النمسا تحديات هائلة بما في ذلك الحواجز اللغوية وتعقيدات نظام التعليم النمساوي، ولكنه عزم على إعادة بناء حياته ومواصلة شغفه بالتدريس، وأتقن اللغة الألمانية-اللغة الرسمية للبلاد- في غضون ستة أشهر، وواصل تعليمه، وانغمس في الثقافة النمساوية. وأرست مرونته الأساس لمهنة غير عادية في التعليم، تميزت بالإبداع والتعاطف والالتزام بتعزيز الإدماج.

تلاميذ من أصول مهاجرة
وأضاف المصدر أن المعلم السوري المبتكر بدأ بتعليم الرياضيات والفيزياء للأطفال من سن 10 إلى 14 عاماً في مدرسة الرياضة المتوسطة في نينزينج.

وكان 25٪ من تلاميذه من أصول مهاجرة، ويواجه العديد منهم عقبات لغوية وصدمات نفسية بسبب النزوح، وخاصة بعد الحرب الأوكرانية.
ولمعالجة هذه التحديات، استخدم محمد استراتيجيات تدريس متنوعة، بما في ذلك أساليب مونتيسوري والتطبيقات التعليمية، وبرمجة الروبوتات والتعلم التجريبي خارج الفصل الدراسي في مدرسته "نينزينج" الرياضية المتوسطة في النمسا، ويعمل هذا الأسلوب على تعزيز التعاون والإبداع والفهم العميق للمفاهيم، وسد الفجوات الثقافية والتعليمية.

برنامج مبتكر
ولم يقتصر نشاط وتأثير المعلم المنحدر من ريف إدلب على فصله الدراسي ولكنه بدأ في العام 2016 بإجراء دورات مجانية خلال العطلات للأطفال اللاجئين، حيث قام بتدريس اللغة الألمانية والرياضيات لمساعدتهم على التغلب على الحواجز التعليمية.

كما عمل برنامجه المبتكر "Matech"، الذي يدمج الرياضيات والتكنولوجيا وتعلم اللغة، على تمكين الأطفال اللاجئين من خلال أنشطة مثل برمجة الروبوتات للتعليم الأمني، وحصل البرنامج على جائزة اللغة الأوروبية في عام 2017 ويجسد قدرته على دمج علم التربية مع حل المشكلات في العالم الحقيقي.

روبوت رمزي
ومن خلال تعامله المهني مع الابتكارات التقنية، تمكن أيضاً من تنفيذ روبوت رمزي بسلاسة في الفصل الدراسي لطالب مصاب بالسرطان، وتمكن هذه التكنولوجيا المتطورة الطفل من المشاركة في دروس الفصل الدراسي عن بُعد، والحفاظ على التميز الأكاديمي وتعزيز الشعور بالحياة الطبيعية على الرغم من مرضه.

وقد نجحت برامجه المخصصة للغة الألمانية في دمج الطلاب اللاجئين في الفصول الدراسية العادية، حيث انتقل ثمانية طلاب في غضون سبعة أشهر.

فريق روبورتات ناجح
ولفت التقرير إلى أن محمد الهشوم الذي اعتاد على مشاركة تجربته التعليمية المبتكرة مع المجتمعات النمساوية من خلال المحاضرات والمناقشات وتعزيز التفاهم المتبادل بين السكان المحليين واللاجئين هو جزء من فريق الروبوتات الناجح الذي يعد الطلاب لبطولة RoboCup Junior وحقق نجاحا كبيرا مع العديد من ألقاب البطولة الوطنية بالإضافة إلى الجوائز الدولية. وبذلك، يعزز العمل الجماعي والمهارات الموجهة نحو المستقبل.

تحويل التحديات إلى فرص
وقد جعله تفانيه في التعليم وتنمية المجتمع قدوة ومنارة أمل للطلاب والمعلمين على حد سواء، وفي مواجهة الشدائد، نجح محمد الهشوم في تحويل التحديات إلى فرص وتمكين الجيل القادم من احتضان التنوع والمرونة والمسؤولية العالمية.

وأنشئت جائزة المعلم العالمي لتسليط الضوء على الدور الحاسم الذي يلعبه التعليم في معالجة التحديات الكبرى في عصرنا- من مكافحة تغير المناخ إلى الحد من عدم المساواة والتعامل مع التغير التكنولوجي وغيرها من القضايا الملحة .

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(24)    هل أعجبتك المقالة (31)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي