وزيرة العدل الألمانية: ربط المساعدات لسوريا بالتعاون في إعادة اللاجئين

دعت وزيرة العدل في ولاية بادن "فورتمبيرغ"، "ماريون جينتجز" (CDU)، إلى ربط المساعدات المقدمة لإعادة إعمار سوريا بتعاون الحكومة السورية الجديدة في إعادة اللاجئين.

ونقلت صحيفة "فيلت" عن الوزيرة في حديث لوكالة الأنباء الألمانية (dpa) أن "أي دعم لإعادة الإعمار يجب أن يكون مشروطًا بالتزام السلطات الجديدة بتوفير الظروف الملائمة لعودة اللاجئين".

وشددت "جينتجز" على ضرورة تحقيق حد أدنى من الاستقرار داخل سوريا قبل تنفيذ عمليات الإعادة، مشيرةً إلى أنه "لا ينبغي وضع معايير عالية جدًا لهذا الاستقرار". وأضافت أن الأسباب التي دفعت السوريين إلى الفرار لم تعد قائمة بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024.

منذ الإطاحة بالأسد، اندلعت مناقشات في ألمانيا حول مصير ما يقرب من 975 ألف لاجئ سوري يعيشون في البلاد، معظمهم قدموا بعد عام 2015 بسبب الحرب.

ومن بينهم أكثر من 300 ألف حاصلون على حماية ثانوية، أي أنهم لم يحصلوا على اللجوء بسبب اضطهاد فردي، بل نتيجة الحرب الأهلية في وطنهم.

تمر سوريا حاليًا بمرحلة سياسية انتقالية بعد فرار الأسد إلى روسيا في ديسمبر الماضي، إثر هجوم عسكري شنته هيئة تحرير الشام (HTS)، التي شكلت فيما بعد حكومة انتقالية تدير البلاد حاليًا.

وأكدت "جينتجز" أن النظام الجديد في سوريا يجب أن يسهل عمليات إعادة اللاجئين، مضيفةً: "لا يمكنه التملص من هذا الالتزام، كما تفعل بعض الدول الأخرى". وأشارت إلى أن القانون الدولي يُلزم الدول بقبول عودة مواطنيها، وأن اشتراط التعاون في عمليات الإعادة قبل تقديم أي مساعدات ليس أمرًا غير مقبول.

تستضيف ولاية بادن فورتمبيرغ حاليًا حوالي 100 ألف لاجئ سوري. وخلال عام 2024، استقبلت الولاية نحو 45 ألف طالب لجوء، من بينهم 23 ألفًا من أوكرانيا، و20,500 من طالبي اللجوء من دول أخرى، إضافة إلى 1,300 شخص تم قبولهم لأسباب إنسانية، مثل المترجمين والعاملين المحليين القادمين من أفغانستان.

وفي عام 2023، بلغ عدد اللاجئين الذين استقبلتهم الولاية حوالي 79 ألفًا، بينما وصل العدد في 2022 إلى 176 ألفًا، مما شكل ضغطًا هائلًا على مراكز الإيواء.