أثار استقبال الصحفي الفرنسي "جورج مالبرونو" الذي عرف بمعاداته للثورة السورية ووصفه للثوار بـ"الإرهابيين" تقديم روايات تتماشى مع سردية النظام السوري فيما كان يجري خلال السنوات الماضية منذ بدء المحرقة السورية عاصفة من الجدل والانتقادات في أوساط الإعلاميين والناشطين.
وكان مالبرونو مسؤول قسم الشرق الأوسط في صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية قد عُرف بتاريخه المعادي للثورة السورية حيث وصفها بالإرهاب، وبرأ نظام الأسد المخلوع من قتل مواطنه الصحافي الفرنسي "جييل جاكييه" الذي قتل في حمص بتاريخ 11/01/2012 مدعياً أن الجيش الحر هو من قتله، وهو ما فندته كارولين زوجة جاكييه التي كانت معه عند قتله وروت القصة الكاملة في كتاب ألفته عنه.
"تساوي" القاتل والضحية
وكما نسب مالبرونو إلى المعارض السوري الراحل "ميشيل كيلو" في حوار أجراه معه في كانون الثاني 2012 قوله أنه نادم على انضمامه للثورة السورية بعد أن رأى العدد المذهل للضحايا خلال الصراع السوري من كلا الجانبين -بحسب زعمه- وزعم أن كيلو قال له إن عدد الضحايا من كلا جانبي الصراع متشابه، وأن الوفيات الناجمة عن الأسلحة الكيميائية لا تشكل سوى جزء صغير من إجمالي الخسائر بينما السبب الرئيسي للوفاة بين السوريين هواستخدام الأسلحة النارية التقليدية التي يحملها ويستخدمها مئات الآلاف من المقاتلين على الجانبين، وتناسى مالبرينو أطنان القنابل التي ألقتها طائرات النظام والاحتلال الروسي على المدنيين، وآلاف الصواريخ وقذائف المدفعية والطائرات المسيرة التي قتلت مئات الألوف من السوريين.
دروب دمشق
كما زار دمشق بدعوة من النظام السوري المخلوع، برفقة الصحفي آلان سورال، المعروف بتلميع صورة النظامين السوري والإيراني وأجرى مقابلة مع الديكتاتور بشار الأسد، وبعد الهجوم الكيماوي على الغوطة، استدعاه النظام المخلوع لإيصال رسالة للرئيس هولاند لمنع أي قصف دولي محتمل.
وزعم في كتابه "دروب دمشق الملف الأسود للعلاقة السورية الفرنسية " أن فرنسا تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية في أسلمة الثورة السورية منذ بداية ربيع 2011 وصولاً إلى سيطرة " الإرهابيين" –حسب وصفه كتنظيم الدولة والنصرة على المشهد السوري.
أنتم هُزمتم وبشار انتصر
وعبر عدد من الإعلاميين والناشطين عن استيائهم من استقبال جورج مالبرونو في دمشق وطوي صفحة معاداته للثورة السورية التي كنست نظام الأسد بعد سنوات من الآمال والآلام وشلالات الدم ، وقال الصحفي "أحمد كامل": "وصل إلى دمشق أحد أشد البشر عداوة للشعب السوري والثورة السورية، وأحد أخلص المخلصين للنظام الإبادي المخلوع.
وأضاف كامل أن الصحفي الفرنسي جورج مالبرونو "كان يطعن الشعب السوري في ظهره بدون رحمة، ويخدم النظام ويلمعه ويبرر أعماله ويزينها على مدار سنوات. ويوجد مئات المقالات التي كتبها ومئات المقابلات التي أجريت معه، تثبت ذلك بوضوح".
وروى الصحفي السوري أنه التقى بمالبرونو مصادفة في مقر الأمم المتحدة بجنيف، وكان يصرخ في وجهه ويلح عليه بالسؤال : لماذا تفعل هذا ؟ لماذا تؤيد إبادة شعب ؟ لماذا تؤيد سفاح بهذا القدر من الوحشية والهمجية والبدائية ؟
فكان يكرر عبارة واحدة : أنتم (يقصد أغلبية الشعب السوري) هُزمتم، وبشار الأسد انتصر عليكم، أنتم هُزمتم وبشار انتصر وهذا هو المهم. أنتم مهزومون. أنتم تستحقون الهزيمة.
سنلاحقك أمام العدالة
وعقب "نافع" :"هزمنا سيدك يا جورج مالبرونو،، هزمنا عقلك المبرر والمؤيد للإبادة، والآن سنرد عليك بأكثر الطرق عدالة وحضارة ورقياً: العدالة والقانون، سنلاحقك أمام العدالة".
وقال الصحفي المعروف "محيي الدين اللاذقاني": "من المستحسن أن تعرفوا خلفية جورج مالبرونو فهذا أحد أبواق بشار الكيماوي ومن كبار المطبلين له وهو أشرس أعداء الشعب السوري".
وقالت "فاطمة أحمد" معلقة على صورة للإعلامي "موسى العمر" مع "جورج مالبرونو" في دمشق: "موسى العمر الذي يعرف خفايا القصر الرئاسي، لا يعرف موقف جورج مالبرونو، لا مشكلة المهم يتصور معه وينشرها، مصلحة الشعب أخر الاهتمام".
وعلق "علاء" بنبرة استهجان: "جورج مالبرونو" الصحفي في لوفيغارو الفرنسية أكبر مؤيدي الهارب بشار الأسد وناعت الشعب السوري بالمهزوم، ربما جاء إلى دمشق بوصلة الإصرار ومؤشر التاريخ الحديث ليتعلم كيف تقلب المفاهيم، سنتمتع بالقهر والمعاناة التي تكابدها بمعرفة وضاعتك".
أسر في العراق
وولد جورج مالبرونو2 أبريل 1962في مونتايجو أون فوريز ( أليير ) تخرج من المعهد العملي للصحافة (IPJ) في عام 1986، وفي عام 2003، بعد الإطاحة بصدام حسين ، انتقل إلى بغداد في العراق،وتم احتجازه كرهينة في عام 2004 لعدة أشهر من قبل المقاومة العراقية مع زميله كريستيان شيسنو اثناء محاولتهم التوجه إلى النجف مع المترجم السوري محمد الجندي وبعد مائة وأربعة وعشرين يومًا من الاعتقال تم الإفراج عنهم.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية