شهدت الساحة السورية تطوراً بارزاً مع انطلاق فعاليات مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية، اليوم الأربعاء، حيث اجتمعت فصائل إدارة العمليات العسكرية وقوى الثورة في حدث موسع حمل العديد من القرارات المصيرية، أبرزها تعيين "أحمد الشرع" رئيساً للجمهورية العربية السورية للمرحلة الانتقالية.
وأعلن "أحمد الشرع" خلال خطابه ضمن المؤتمر عن حل "هيئة تحرير الشام" وجميع الفصائل الثورية، مؤكداً أن المرحلة القادمة تستدعي وحدة الصف والعمل المؤسساتي.
كما تم الإعلان عن تمديد الفترة الانتقالية لثلاثة أشهر إضافية، مع تفويض "الشرع" في مجلس تشريعي مؤقت لإدارة المرحلة الانتقالية.
وفي خطابه، استحضر "الشرع" معاناة دمشق خلال سنوات الحرب، مشدداً على أن النصر لم يكن مجرد تحرر عسكري، بل كان انتصاراً للقيم والعدل والإحسان.
وأضاف: "كسرنا القيد بفضل الله وحُرر المعذبون، ونفضنا عن كاهل الشام غبار الذل والهوان، وأشرقت شمس سوريا من جديد".
وأكد أن النصر هو تكليف بحد ذاته، وأن مسؤولية المنتصرين اليوم تكمن في إعادة بناء البلاد وتطويرها.
وأوضح أن الأولويات الحالية تتجسد في ملء فراغ السلطة، الحفاظ على السلم الأهلي، بناء مؤسسات الدولة، تطوير الاقتصاد، واستعادة مكانة سوريا الدولية والإقليمية.
من جانبه، أكد وزير الخارجية "أسعد الشيباني" أن سوريا نجحت في رسم هوية وطنية جديدة تعكس تطلعات شعبها نحو الحرية والعدل والكرامة.
وأضاف أن المرحلة الحالية تتطلب سياسة خارجية هادفة ومتعددة الأبعاد تسعى إلى كسب الأصدقاء وتعزيز التعاون الدولي.
وأشار "الشيباني" إلى أن سوريا تولي أهمية خاصة لعلاقاتها العربية وستعمل على خفض التوترات الإقليمية، مع السعي للعب دور فاعل في إرساء السلام والاستقرار.
كما كشف عن تحقيق تقدم ملموس في الملف الدولي، حيث تم تعليق بعض العقوبات المفروضة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ما سيسرّع عجلة التعافي الاقتصادي ويدعم عملية إعادة الإعمار.
مع انطلاق هذه المرحلة الحاسمة، تتجه الأنظار إلى كيفية تنفيذ هذه القرارات على أرض الواقع، وما إذا كانت سوريا ستتمكن من تجاوز التحديات الراهنة لتحقيق الاستقرار والتنمية المنشودة.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية