ضجت صفحات الناشطين ومواقع التواصل خلال الأيام الأخيرة بخبر تعيين الدكتورة "ديالا بركات" وزيرة الثقافة السابقة في حكومة النظام المخلوع كوزيرة لذات الحقيبة في الحكومة الجديدة الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات، وبخاصة أن الوزيرة المذكورة تنتمي للحزب السوري القومي الذي ارتكب فظاعات بحق الشعب السوري قبل أن يسقط النظام.
ولم تلبث وزارة الإعلام أن نفت من خلال منصة "تأكد" هذا التعيين وأكدت عدم تكليف أي شخص بحقيبة وزارة الثقافة بشكل رسمي، مشيرة إلى أن منصب الوزير لا يزال شاغراً حتى هذه اللحظة.
* خطأ غير مقصود ؟
وقال مؤسس ومدير منصة "تأكد" الصحفي "أحمد بريمو" في تصريح لـ"زمان الوصل" أن خبر تعيين الدكتورة "ديالا بركات" وزيرة للثقافة في الإدارة الجديدة نشر بداية على حسابات شخصية ووصل منصة "تأكد" رسائل تطلب التحقق من حقيقة هذا الخبر.
وأضاف بريمو أن المنصة تواصلت مع مدير العلاقات العامة في وزارة الإعلام في الحكومة الانتقالية "علي الرفاعي" وأرسلت له الخبر فطلب مهلة للتأكد وبعد 6 ساعات أكد أن الخبر صحيح ولكن التعيين مؤقت، وبناء على هذا التأكيد الرسمي نشرت المنصة خبراً عن التعيين، وبعد النشر بساعات تواصل الرفاعي مع المنصة وطلب تعديل الخبر بداية ثم طلب حذفه لأنه منفي –حسب قوله- وأن ما حصل ناتج عن خطأ غير مقصود.
وعن رأيه بأسباب تراجع الحكومة المؤقتة عن تأكيد مثل هذا الخبر ثم التراجع عنه وماذا يعكس أشار بريمو إلى أن هذا الأمر يعكس تقصيراً وفشلاً وسوء إدارة من وزارة كوزارة الإعلام.
ونوّه محدثنا إلى أن الكثير من التعيينات التي حصلت سواء على مستوى توزيع حقائب الوزارات أو المحافظين أو إقالة المتحدث الرسمي باسم الحكومة جرت دون أن يصدر بيان رسمي عنها سواء عبر مواقع رسمية أو وسائل إعلام أخرى، وتعيين "ديالا بركات" جاء في هذا السياق ولكن عندما وجدوا أن الشارع رفض هذا التعيين بسبب ارتباطها بحكومة النظام المخلوع وكذلك ارتباطها بأحد الأحزاب التي كانت تملك مليشيات مسلحة قاتلت إلى جانب هذا النظام تراجعوا عن قرار التعيين لحفظ ماء الوجه.
* سياسة جس النبض
ولفت بريمو إلى أن الأمر ذاته حصل مع نفي "محمد الفيصل" لتعيينه كمتحدث رسمي في الإدارة الجديدة، وهو كلام غير دقيق وغير صحيح ، فلدى منصة تأكد-كما قال - ما يثبت أن محمد الفيصل تم تعيينه في هذا المنصب، ولكن عندما وجدوا أنه فشل في هذه المهمة –أو ربما تم إفشاله- ارتأى الفيصل أن يصرح بأن الخبر غير صحيح".
وأضاف بريمو متسائلاً: "لا أدري إن كانت الحكومة الجديدة تتبع سياسة جس النبض من خلال تسريبات عبر أشخاص مقربون منهم لمعلومات عن تعيينات معينة في مناصب حكومية دون بيان رسمي كما هو المعتاد".
وعن وجهة نظره بتعيين وزيرة سابقة في النظام المخلوع كوزيرة في الإدارة الجديدة فيما إذا صح الخبر، أشار بريمو إلى أنه كمواطن سوري ضد منح أي صفة سياسية أو حكومية لأي شخصية من الشخصيات التي كانت منضوية تحت النظام".
واستدرك:" لا يعني هذا سحب امتيازات المواطنة عن هذه الشخصيات لأننا في مرحلة تتطلب تحقيق العدالة والمحاسبة والتسامح في آن معاً ولكن بالنسبة لأشخاص الذين كان لهم دور في عذابات السوريين أو في دعم النظام فيجب إقصاؤهم عن المشهد السياسي في المرحلة الإنتقالية إن لم يكن بشكل نهائي".
وأردف أن "سوريا مليئة بالكفاءات التي تستحق أن تأخذ دورها وتقود العمل السياسي سواء الحكومة أو الوزاري أو حتى الإداري وخاصة الشباب الذين دفعوا في سبيل الثورة السورية الكثير من الدماء والدموع"
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية