وجّه الصناعي ورجل الأعمال عصام تيزيني، عبر موقع "اقتصاد"، رسالة إلى رئيس الحكومة المؤقتة محمد البشير، أكد فيها بأن النظام المخلوع لا يزال يمتلك الكثير من الأدوات الاقتصادية الصلبة والناعمة في سوريا على الرغم من أنه سقط عسكرياً.
وبيّن تيزيني أن "الصلبة" يقصد فيها "المال الوسخ" بأرقامه الفلكية، وناعمه من حيث الأسلوب والحجة التي تبدو شكلياً محقة ولكن غاياتها سم زعاف، مطالباً بإغلاق الباب على من وصفهم بالحيتان الانتهازيين والوصوليين، لأنهم فاسدون ناعمون يمتلكون قوة ومهارة فائقة بالتسلل والدخول في قلب مراكز صنع القرار، وليس بعيداً أن يكون خلفهم دول لا تريد الخير لسوريا، على حد قوله.
وحذّر الصناعي الحكومة من اتخاذ قرارات مستعجلة خاطئة، ومن ثم تعديلها، كما يحصل الآن بموضوع التعرفة الجمركية، مشيراً إلى أن هذا الملف شائك وليس من الحكمة أن تخوض الحكومة به بحجة حماية الصناعة والتجارة الوطنية.
واعتبر تيزيني أن حماية الصناعة الوطنية هو شعار خداع استعمله سفاحو الاقتصاد السابقون لخدمة ثرواتهم، فكل الصناعات الوطنية تعتمد في مدخلاتها على مواد أولية مستوردة لا يدخل ضمن مكوناتها شيء من الوطن إلا اليد العاملة فقط، "حتى حبة الدواء لا نمتلك القدرة على إنتاجها دون استيراد مكوناتها من الخارج"، بحسب قوله.
ولفت إلى أن كل الصراخ الذي بدأنا نسمعه من تجار وصناعيين ورجال مال بسبب هذا الانفتاح الكبير على الخارج هو محق ومبرر بظاهره لكن وللأسف الشديد غير محق في باطنه فهو يعبر عن مصالح خاصة ضيقة لا مصالح عامة تخص بلداً مدمراً يسكنه مواطن بائس تم تفقيره ويجب حمايته.
ودعا تيزيني الحكومة إلى ترك السوق حرة تنظم نفسها بنفسها، مشيراً إلى أن الواقعية الاقتصادية السورية تقتضي منا اليوم العمل على تحقيق الأمان الاستهلاكي للمجتمع السوري البائس ريثما تتعافى طبقته الوسطى وتصبح قادرة على الفعل والبناء.
وحذّر في ختام رسالته الموجهة لرئيس الحكومة من الفلول الاقتصادية التي وصفها بالراكدة الآن، لكنه رأى أن أسلوب العمل المتسرع سوف يسمح لها بالتحرك وبث السموم، قائلاً: "لا تسمحوا لها بالاستيقاظ واجعلوا ركودها أبدياً".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية