أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حكومة بلا صوت.. تساؤلات حول غياب الإعلام الرسمي

الإعلام هو جسر الثقة بين المواطن والحكومة - أ.ب

في مشهد يثير الاستغراب، نجد أنفسنا على أعتاب الشهر الثاني من التحرير دون أي حضور إعلامي ملموس للحكومة الجديدة.

لا منصات رسمية تزوّد المواطن بالأخبار أو البيانات، ولا وسيلة تُعلن عن المراسيم أو تعيين المسؤولين أو حتى توضح أسباب الإقالات. السؤال الملحّ هنا: لماذا تُترك الساحة فارغة لتُملأ بالشائعات والمعلومات المضللة من أطراف معادية للحكومة؟

الصمت الإعلامي هذا لا ينسجم مع طبيعة المرحلة التي تتطلب الشفافية والانفتاح على المواطن. بل يبدو وكأنه استدعاء للشكوك وجدل الشارع، وكأن المواطن غير معني بمعرفة ما يجري في بلاده..

إن هذا النهج يُعيد إلى الأذهان أسلوب النظام السابق، الذي تجاهل أهمية الرأي العام وأبقى المواطن في الظلام، غير مطلع على القرارات التي تمس حياته ومستقبله.

ما يزيد من غرابة المشهد هو اعتماد الحكومة على ما يشبه "بالونات الاختبار"، يتم تسريب أسماء مرشحين لمناصب قيادية، ثم يُترك الشارع ليتصارع في جدل لا ينتهي، وكأن الحكومة تراقب عن بعد لتقرر بناءً على ردود الأفعال.

هذا الأسلوب يفتقر إلى الحسم والثقة، ويثير تساؤلات جدية حول آلية اتخاذ القرار ومدى احترام الحكومة لمبدأ الشفافية.

من البديهي، أن الإعلام ليس ترفًا في زمن التحولات الكبرى، بل هو سلاح الحكومة لتوضيح الحقائق، مواجهة الإشاعات، وتعزيز الثقة مع الشعب. ما نشهده اليوم ليس مجرد غياب إعلامي، بل فراغ يُستغل من قِبل الخصوم لتشويه الحقائق وزرع الشكوك.

يا حكومة الثورة، نحن لا نتحدث عن مجموعة معارضة متفرقة تعاني قلة الموارد، بل عن حكومة شرعية تمثل إرادة شعب.

الإعلام هو جسر الثقة بين المواطن والحكومة، وبدونه تبدو الحكومة وكأنها فارس بلا جواد، مُحاطة بالضباب والغموض.

خلاصة القول، إن الغياب الإعلامي، إلى جانب ترك جماعات الفلول والشبيحة يتجولون بحرية، يضيف إلى قائمة ما يمكن وصفه بـ"الغرائب" في مسار الثورة.

الإعلام ليس خيارًا، بل واجب، والأوان لم يفت بعد لتصحيح المسار وتقديم رؤية واضحة تُطمئن المواطن وتدحض الشائعات.

حسن قدور - زمان الوصل
(11)    هل أعجبتك المقالة (11)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي