اعتصم العشرات من أهالي مخيم العائدين إلى جانب ممثلين عن الفعاليات الأهلية المحلية في مدينة حمص أمس الخميس، وذلك أمام مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" وسط المخيم مطالبين بتحسين الأوضاع المعيشية.
وشملت مطالبهم تقديم المساعدات اللازمة، وتوفير فرص عمل، والوفاء بالوعود تجاه أهالي المخيم، وكذلك تحسين البنية التحتية، والارتقاء بمستوى المعاملة في المركز الصحي، كما شددوا على ضرورة تحمل الأونروا مسؤولياتها بشكل كامل.
ووفق ناشطين يعيش اللاجئون الفلسطينيون في سوريا أوضاعاً معيشية مأساوية، حيث تجاوزت نسبة الفقر المطلق 90% بسبب الانهيار الاقتصادي المتواصل منذ سنوات، وتعتمد نسبة كبيرة من المقيمين في المخيّم عمّا يصلهم من تحويلات خارجيّة من أبنائهم وأقاربهم المُهاجرين.
وقالت "هناء ماهر محمود"-27 عاماً- وهي خريجة علوم و معلمة ولاجئة فلسطينية في مقطع فيديو مصور من أمام مقر ومكاتب الأنروا: "بإسمي واسم كل الفلسطينيين عائلات وخريجين وخريجات، نطالب بحقوقنا المفروض علىٰ الاونروا تأمينها لنا وأتمنى أن يصل صوتنا وتتحقق كل مطالبنا لتحسين أحوال ومعيشة اللاجئين الفلسطينيين جميعا".
*ثكنة خالد بن الوليد
وبدوره قال الباحث والناشط الحقوقي "فادي سلايمة" لـ"زمان الوصل" أن مخيم العائدين في حمص الذي أقيم عام 1949 بعد موجة اللجوء جراء جرائم الإحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في القرى والبلدات المحتلة والمجازر الوحشية التي ارتكبت كان هذا المخيم مكاناً لاستقرار عدد كبير من اللاجئين في مدينة حمص وكان يسمى سابقاً "ثكنة خالد بن الوليد" أو "السكنة"، وكان اللاجئون الفلسطينيون في البداية -كما يقول محدثنا- مشتتين في الجوامع وفي بيوت الأشقاء السوريين وفي ثكنات جيش الإحتلال الفرنسي.
*فتات المساعدات
ولفت سلايمة إلى أن وكالة الأمم المتحدة ( الأونروا) تشرف على المخيم خدماتياً وللوكالة مكتب واحد له صلاحية على كامل المنطقة التي تشمل حمص وحماة واللاذقية وطرطوس، وفي المخيم مدرسة تعمل بنظام الفترتين الصباحية والمسائية ومدرستان تعملان بنظام الفترة الواحدة، وهناك مركز صحي وآخر مجتمعي لدعم الأسرة ومركز للتدريب المهني ومركز رابع لتوزيع المعونات التي ترسلها وكالة الأمم المتحدة إلى أبناء المخيم ومكتب لصحة البيئة، ورغم أن اهتمامات الوكالة يفترض أن تكون متعددة وهامة على مستوى المخيم إلا أنه على أرض الواقع لا شيء يصل إلى الفلسطيني المسكين إلا الفتات.
وأضاف أن أهالي المخيم منكوبين مثل جميع المناطق السورية جراء الحرب التي امتدت لأكثر من 13 عاماً عانوا الفقر والضيق والمجاعة والبؤس والحصار في حكم الأسدين وبعد سقوط نظام الأسد تفاقمت المعاناة وبات هناك ضيق في العيش ويعتمد البعض في حياته إلى ما يرسله الأهل والأقارب في الخارج.
وتابع محدثنا أن الوكالة تخلت عن مسؤولياتها بدل أن يكون دورها مضاعفاً في ظروف الحرب والظروف القسرية الصعبة التي عانت منها البلاد وما بعد سقوط النظام. واقتصرت خدماتها على المياه والنظافة وتقديم رعاية صحية محدودة، بينما غابت المساعدات الغذائية والتعليمية عن المشهد.
*تهميش الكفاءات
ورغم أن وكالة الأمم المتحدة تدعي في اسمها تشغيل وإغاثة اللاجئين ولكن معظم موظفيها من غير الفلسطينيين ويستشري فيها الفساد والمحسوبيات لتشغيل أتباع النظام المخلوع وتهميش الكفاءات من أهل المخيم، وتعتاش على ضيق ومصائب الفلسطينيين، وتتكلم باسم المستضعفين الذين هم مصدر عيشها، ولكن على أرض الواقع ليس هناك تحسيناً في معيشة هؤلاء اللاجئين الفلسطينيين الذين لم يتمكنوا من ركوب سفن الموت إلى أوروبا أو الفرار خارج البلاد جراء الحرب وأغلبهم في المخيم الآن هم من كبار السن والنساء.
وهذا الاعتصام يُعد الأول من نوعه في مخيم العائدين منذ سقوط نظام الأسد، إذ كانت الاحتجاجات المطلبية محظورة سابقاً بفعل سيطرة الأجهزة الأمنية.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية