ألغت "الهيئة العامة لمرفأ طرطوس" عقد الاستثمار مع الشركة الروسية، وطلبت من موظفي الميناء الروس مغادرة البلاد فوراً، ونقلت صحيفة "الوطن" السورية عن مدير جمارك طرطوس "رياض جودي" قوله أن العمل بالاتفاقية الموقعة مع الشركة الروسية لاستثمار مرفأ طرطوس ألغي، وأصبحت كل إيراداته لمصلحة الدولة السورية، وإعادة تأهيل آليات المرفأ المترهلة، وتجهيز المباني والساحات، وذلك ضمن جهود الحكومة لإعادة هيكلة وتنظيم عمل المرفأ بما يتماشى مع مصالح البلاد، كما ستتم إعادة العاملين إلى ملاكهم في المرفأ.
وأشار إلى أن القوانين والرسوم الجمركية العالية في زمن النظام السابق كانت أحد الأسباب الرئيسية لتعطيل العمل في المرفأ، مما دفع إلى اتخاذ خطوات فاعلة لإصلاح الوضع.
وكان ميناء طرطوس السوري منشأة رئيسية لعمليات الإحتلال الروسي في سوريا، وكذلك في جميع أنحاء الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط.
وصدق مجلس الاتحاد الروسي في ديسمبر 2017 على اتفاقية مع حكومة الأسد آنذاك بشأن وصول القوات الروسية إلى القاعدة البحرية في طرطوس. ومن أجل ترسيخ وجود روسيا في سوريا ولتمهيد الطريق أمام وجود عسكري دائم في قواعد بحرية وجوية هناك، كما تم الاتفاق على قيام روسيا بتوسيع وتحديث إمكانيات الميناء لتقديم خدمات وتسهيلات لأسطولها.
وبموجب هذا الاتفاق الذي تم إلغاؤه اليوم سمح للبحرية الروسية بتوسيع قاعدة الدعم الفني واللوجستي. كما تمكن من زيارة السفن الروسية في المياه الإقليمية والمياه الداخلية والموانئ السورية.
وكانت الاتفاقية الملغاة مع الشركة الروسية تشمل استثمار وتطوير وتشغيل وتحديث البنية التحتية. وكان مخططاً لها أن تظل سارية لمدة 49 عاما، مع إمكانية تمديدها لفترات مدتها 25 عاما، إلا أن الاتفاقية قوبلت بانتقادات محلية نظرا لشروطها التي اعتُبرت غير متوازنة لصالح الجانب الروسي.
*رأس جسر لروسيا
وأصبحت طرطوس بمثابة رأس جسر لروسيا لتوسيع قوتها ليس فقط في سوريا، ولكن أيضًا في الشرق الأوسط، وكذلك في أفريقيا ومناطق أخرى.
وبعد عام 2015، استخدمت روسيا سفنها بنشاط في بحر البلطيق والبحر الأسود لتزويد الميناء ونقل الأسلحة الثقيلة ومعدات البناء. وفي عام 2019، حصلت شركة إنشاءات مرتبطة برجل أعمال مقرب من الكرملين على عقد لإدارة وتوسيع الميناء.
ويتمتع الميناء بالقدرة على إرساء ما يصل إلى 11 سفينة، بما في ذلك السفن النووية. وقامت عدة غواصات تعمل بالديزل والكهرباء بالدخول والخروج من المنشأة وتم استخدامها لإطلاق صواريخ كروز كاليبر على أهداف سورية.
ويستوعب عمق الميناء أيضًا السفن الأكبر حجمًا، بما في ذلك سفينة البحرية الروسية الرائدة ، حاملة الطائرات الأدميرال كوزنتسوف، والتي تم نشرها في شرق البحر الأبيض المتوسط بين أكتوبر 2016 ويناير 2017.
ويتميز الميناء بقربه من كافة المؤسسات والشركات ذات الصلة بأعمال المرفأ مثل : مديرية المنطقة الحرة ومديرية الجمارك وشركة التوكيلات الملاحية.
*اتفاقيات أخرى مجحفة
ووفق مراقبين يوجد الكثير من الاتفاقيات المجحفة الأخرى ا لتي تتعلق بحقوق التنقيب والطاقة والقواعد العسكرية يمكن للحكومة الجديدة إبطالها بموجب القانون الدولي والمحاكم الدولية.
وبحسب موقع "نيو ترك" تسعى الحكومة الجديدة في سوريا إلى وضع رؤية شاملة لتطوير مرفأ طرطوس، تشمل تحسين البنية التحتية، وتأمين العمالة الكافية، وتعزيز الكفاءة التشغيلية. ومن المتوقع أن يساهم هذا التطوير في رفع كفاءة المرفأ ليصبح نقطة محورية للتجارة في المنطقة، مع وضع آليات شفافة لخدمة المستثمرين والمصدرين.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية