مع انهيار نظام الأسد في الثامن من كانون الأول الماضي بدأ آلاف السوريين يتدفقون إلى سجن صيدنايا، وهو السجن الأكثر سرية وسوء السمعة في البلاد آملين بالحصول على أخبار عن أحبائهم ومعرفة مصيرهم، وبعضهم مضى على غيابه أربعون عاماً مثل الطبيب "ميشيل جورج صوصانية" الذي اعتقل بعيداً عن أهله في مدينة الطبقة بتاريخ 17 مايو "أيار" 1985 وإلى الآن لم يعرف مصيره، وتعد قصته مثالاً لمعاناة آلاف السوريين الذين دفعوا حياتهم ثمناً لتمسكهم بمبادئهم.
ووفق مصدر قريب من العائلة فضل عدم ذكر اسمه لـ"زمان الوصل" فإن ميشيل وهو الأخ الأكبر في عائلته اختفى في ظروف غامضة في منطقة الطبقة (المقصف العمّالي) وكان هناك من أجل استئجار عيادة بواسطة طبيب أسنان قريب للعائلة، حيث دخل المقصف وطلب من النادل فنجان قهوة، وعندما عاد النادل يحمل فنجان القهوة لم يجده، ووفق شهود آنذاك جاءت دورية من المخابرات الجوية واعتقلته أمام المقهى دون معرفة الأسباب.
وقيل لعائلته إنه معتقل في المخابرات الجوية، ثم في سجن تدمر، ثم في سجن صيدنايا، وأشار محدثنا إلى أن سجيناً سابقاً يدعى "محمد ساجد مراد" من مدينة عامودا في العام 1999 جاء إلى منزل أهل ميشيل وأخبرهم أنه بخير وهو كان معه في سجن صيدنايا.
*ابتزاز وتهديد
وكشف محدثنا أن عائلة "ميشيل صياصية" تعرضت طوال السنوات الماضية التي سبقت سقوط النظام للكثير من الابتزاز والتهديد والوعود والكذب، واليوم وبعد خلع أبواب سجن صيدنايا لم يظهر الدكتور المغيّب كما لم يظهر اسمه في كل ديباجات العفو الخلبية السابقة وتسببت مسألة صيدنايا بفتح جروح قديمة للجميع حتى لأمه في قبرها.
وتابع المصدر أن شقيقة صياصية شاهدت أحد الفيديوهات التي تصور المفرج عنهم فرأت أحدهم يشبه شقيقها المفقود إلى حد كبير وتم إرسال صورته إلى شقيقها الثاني الدكتور يوسف جورج صياصية في دمشق الذي عرضها على الذكاء الاصطناعي فكان التطابق مذهلاً، وبعد البحث عن المشتبه به تأكد وجوده في مشفى المجتهد وهو فاقد الذاكرة ولا يعرف من هو ولا يعرف اسمه.
وبعد أن ذهب الدكتور يوسف إلى مشفى المجتهد لرؤية الرجل معتقداً أنه سيتعرف عليه من خلال وحمة سوداء مغطاة بالشعر ومن شكل يديه ولكنه غادر المشفى خائباً فالرجل لم يكن شقيقه.
*والده توفي بسرطان الرئة
وأكد المصدر أن والد الطبيب ميشيل "جورج صياصية" توفي بسرطان الرئة، فيما توفيت والدته حسرة على غيابه، ويعتقد أهل الدكتور ميشيل أن هناك من كتب تقريراً أمنياً بحقه في فرنسا فوالده صاحب معمل أجواخ صوصانية وشركاهم الذي أممته الثورة وانتظروا حتى عاد إلى سوريا وراقبوه وأعتقلوه بعيداً عن بيته وعن أهله.
وكان رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان "فضل عبد الغني" قال إن عدد المعتقلين المختفين قسرا في سوريا بعد إفراغ السجون تجاوز 112 ألفا.
وأضاف عبد الغني، في تصريحات نقلتها عنه وكالة "الأناضولط أن عدد المعتقلين المختفين قسريا في سوريا بلغ 112 ألفا و414، مشددا على ضرورة كشف مصير المختفين.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية