أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عام عودة سوريا إلى حضن الوطن

من ساحة الأمويين بدمشق - أ ف ب

تحطمت كل القوالب الجاهزة لدى السوريين في وداع عام واستقبال آخر، فهذا عام سوري بامتياز.

السوريون سكرى مستسلمون لأمواج الفرح بعد فجر الثامن من كانون الأول عام 2024.

لم ينغص فرحتهم سوى الفاتورة الباهظة للوصول إلى حريتهم، فما أصعب الوصول إلى الحرية عندما يحدد ثمنها عبيد مافيا السلطة والأموال؟!

كدنا ننسى أن ذلك البلد بتاريخه العظيم متحف في الهواء الطلق، لنكتشف بعد التحرير أن سوريا مقبرة جماعية في الهواء الطلق!!

نعرف أن سوريتنا كانت سجنا كبيرا، وخبر الكثير من السوريين أساليب النظام الوحشي التي تعجز القواميس عن وصفها.

فالعالم يتغنى بآثار تدمر، عروس صحرائنا، فيتغزلون بالملكة "زنوبيا" و"أذينة"، ويسطرون ذكرياتهم عن معبد "بل"، وقوس النصر، أما السوري فلا يذكر من تدمر إلا ممارسات التعذيب والموت في سجنها الذي أغلقه النظام لتحسين صورته في الخارج!

وفي "صيدنايا" يتلخص الكثير من قصص القهر السوري، التي كان البعض لا يصدقنا حين نرويها!

ربما نعذر هذا البعض لأن ما كان يجري لا يمكن أن نراه حتى في أفظع روايات الظلم والموت التي مارستها أنظمة إرهابية فاشية من العصور القديمة والوسطى حتى عصور "هتلر، فرانكو، ستالين، بينوشيه" وغيرهم من الجزارين.

في مشهد قهري آخر، كان يضطر البعض، أيا كانت الأسباب، إلى التعامل مع ذلك النظام، فكانوا يقولون إن فلانا عاد إلى حضن الوطن.

وتعالت أصواتهم بسخرية وشماتة أثناء محاولات بعض الدول العربية والغربية استيعاب النظام لانتزاعه من حضن إيران، فاعتبروا ذلك أيضا عودة لتلك الدول إلى حضن وطنهم!

حتى جاء ذلك اليوم الذي كتب بدماء عشرات آلاف الشهداء (08/12/2024), ليعلن عودة سوريا إلى حضن أبنائها.

سوريا لم تودع عام 2024 فقط، بل ودعت عام 1963, برأي البعض، أو عام 1970 برأي البعض الآخر.

الأهم من كل ذلك أن تدخل سوريا عام 2025 بوجه جديد يخطط لمستقبل أفضل، مستفيدا من أخطاء الماضي، وكل عام وسوريا حرة لجميع أبنائها.

جودت حسون - زمان الوصل
(8)    هل أعجبتك المقالة (6)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي