صحف نمساوية: أربعة فقط من أصل عشرة لاجئين اجتازوا اختبارات الاندماج

بعد البلبلة التي أثارتها رسائل المكتب الاتحادي للجوء والهجرة إلى اللاجئين السوريين بإمكانية ترحيلهم وتعليق طلبات اللجوء لجأت وسائل إعلام نمساوية لوضع قضية الاندماج على مشجب هذه القرارات زاعمة أن أربعة فقط من أصل عشرة لاجئين اجتازوا اختبارات الاندماج الإلزامية لصندوق الاندماج النمساوي (ÖIF) في عام 2024.

وتقام دورات القيم والتوجيه منذ عام 2015 وأصبحت إلزامية لمستحقي اللجوء والحماية الفرعية في النمسا منذ دخول قانون الاندماج حيز التنفيذ في عام 2017.

وبحسب موقع nachrichten قدم صندوق الاستثمار النمساوي في عام 2024 أكثر من 67.500 مكان لدورة اللغة الألمانية، مما يعني زيادة بنسبة 2.3 بالمائة مقارنة بالعام السابق. واحتل السوريون معظم الأماكن (47%) والنازحين الأوكرانيين (34%)، يليهم مواطنو أفغانستان بنسبة 8%، والصومال بنسبة 3%، وإيران بنسبة 2%.

وأعربت وزيرة الاندماج "سوزان راب" عن سعادتها بالأعداد المتزايدة لدورات اللغة الألمانية وامتحانات الاندماج، ففي نهاية المطاف، اللغة هي "مفتاح الاندماج والمشاركة الناجحة في سوق العمل".

وإذا لم يشارك الأشخاص الذين يحق لهم اللجوء أو الحماية الفرعية في الدورات أو لم يشاركوا فيها أو لم يكملوها - أي دورة القيم والتوجيه وكذلك دورات اللغة الألمانية بالمستوى المستهدف B1 - فإن ذلك يؤدي إلى عقوبات قانونية يمكن أن يؤدي إلى انخفاض في فوائد الدولة. على وجه التحديد، يمكن تنفيذ تخفيض المساعدة الاجتماعية أو الحد الأدنى من الدخل على أساس الاحتياجات من قبل السلطات المسؤولة في الولايات الفيدرالية. ومع ذلك، لا توجد عواقب إذا كانت النتيجة سلبية.

وقال الناشط في شؤون اللاجئين المدرس "إياد حسن" في حوار مع قناة "النمسا ميديا" أن موضوع اللاجئين يكاد يكون الأكثر أهمية في عام 2024 وكان له تجاذبات فالحكومة أنشئت على أساس فوز أحزاب شعبوية لعبت على موضوع اللاجئين.

ولفت حسن إلى أن هناك أسباباً داخلية داخل مجتمع اللاجئين لموضوع الاندماج وأسباب خارجية كان لها دور في اللعب على هذا الوتر ومنها المخاوف الأمنية والخطاب الشعبوي وبالتالي فسياسة الحكومات هي سياسة اندماج والخطوة الأولى في دمجهم-كما قال- هو أن يضعوا أقدامهم في سوق العمل وهذا يحتاج لتعلم اللغة واستدرك أن تعلم اللغة الألمانية هي ملكة فردية، ولكن ماهو الحد الأدنى لتعلم اللغة في الدخول إلى سوق العمل هذا هو السؤال.

ونوّه حسن إلى أن هناك من أصحاب المهن الماهرة من استطاعوا تعلم اللغة الألمانية والوصول إلى درجات عالية في تعلمها وهذا ماساعدهم في دخول سوق العمل بسرعة، أما الفئات التي جاءت من خلفيات غير متعلمة بسبب تداعيات الحرب والخروج من المدارس وانهيار النظام التعليمي ومن ثم البحث عن الأمن قبل التعليم وجد هؤلاء صعوبة في تعلم اللغة الألمانية ليس بسبب عدم رغبتهم في التعلم ولكن بسبب أن هذا الأمر يحتاج إلى استعداد وقدرة على التعلم.

ويقدم صندوق التكامل النمساوي (ÖIF) بانتظام الأرقام والبيانات والحقائق الحالية حول اللجوء والهجرة والاندماج في النمسا. وتشمل هذه مجالات مثل البطالة وإحصاءات السكان والهجرة والتجنس. وبهذه الطريقة، يقدم صندوق الاندماج النمساوي مساهمة مهمة في النقاش العام القائم على الحقائق.

ووفق الصندوق المذكور تم بحلول نوفمبر 2024 تقديم ما مجموعه 23113 طلب لجوء في النمسا - بانخفاض قدره 59 بالمائة مقارنة بنوفمبر 2023. وهذا يعني أن عدد الطلبات وصل إلى أدنى مستوى له منذ منتصف عام 2021 بنسبة 56 بالمائة وجاءت طلبات اللجوء في نوفمبر 2024 من سوريا، تليها أفغانستان (13%) وتركيا (4%). وشكل الأطفال 51 بالمائة من جميع الطلبات وجاء 4 بالمائة من جميع الطلبات من قاصرين غير مصحوبين بذويهم.